دعت شركات التكنولوجيا الأمريكية، مثل مايكروسوفت وميتا، موظفيها الحاصلين على تأشيرة العمالة المؤقتة إلى العودة الفورية إلى الولايات المتحدة.
تأتي هذه الدعوة بعد إعلان الإدارة الأمريكية الأخير بفرض رسوم قدرها 100,000 دولار أمريكي (أي ما يقارب 88 مليون روبية هندية) على تأشيرات العمال H-1B، والذي أثار موجة من القلق والارتباك بين موظفي التكنولوجيا في الخارج، وخصوصًا في الهند، التي تمثل أكبر قاعدة لمستفيدي هذه التأشيرات.
ومن المتوقع أن يكون الموظفون الهنود الأكثر تضررًا من هذا القرار، نظرًا لاعتمادهم الكبير على برنامج تأشيرات H-1B للعمل المؤقت في الولايات المتحدة.
وبحسب التقارير، بدأت شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بالفعل في مطالبة موظفيها الحاصلين على تأشيرات H-1B بالعودة فورًا إلى الأراضي الأمريكية.
يعمل هؤلاء الموظفون في الهند على ترتيب رحلاتهم والعودة قبل الموعد النهائي، الذي حددته السلطات الأمريكية عند منتصف ليل شرق الولايات المتحدة، أي الساعة 9:30 صباحًا بتوقيت الهند في 21 سبتمبر. وقد دفع هذا الإعلان الشركات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عودة موظفيها قبل تطبيق الرسوم الجديدة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّع يوم الجمعة الموافق 19 سبتمبر، أمرًا تنفيذيًا بفرض رسوم سنوية قدرها 100,000 دولار أمريكي على طلبات تأشيرات العمال H-1B، وبذلك، سترتفع رسوم التأشيرة للعمال ذوي المهارات العالية من 215 دولارًا أمريكيًا (18,940 روبية هندية)، إلى المبلغ الجديد الكبير، ما سيضاعف تكلفة استقدام العمالة الأجنبية.
وقد أثار هذا القرار جدلًا واسعًا، إذ يرى المنتقدون أن برنامج H-1B يسمح للشركات الأمريكية باستبدال العمال المحليين بموظفين أجانب برواتب أقل، ما يؤدي إلى خفض الأجور والتأثير على سوق العمل المحلي.
بينما يؤكد مؤيدو البرنامج أن تأشيرات H-1B ضرورية لسد فجوة المواهب في سوق العمل الأمريكي، وتمكّن الشركات من توظيف عمال أجانب ذوي مهارات عالية والحفاظ على قدرتها التنافسية في عالم سريع التغير والتطور التكنولوجي.
أثار الموعد النهائي المحدد بيوم واحد لدخول الولايات المتحدة لحاملي التأشيرة المؤقتة حالة من الارتباك والذعر؛ حيث يسارع الهنود الذين كانوا يغادرون الولايات المتحدة أو غادروها للعودة، قبل تقييد دخولهم ما لم تُرفق طلباتهم أو تُستكمل بدفع مبلغ 100,000 دولار أمريكي.
قال سايروس ميهتا، محامي الهجرة البارز في نيويورك، في منشور على موقع X: “حاملو تأشيرة H-1B الذين غادروا الولايات المتحدة للعمل أو لقضاء إجازة سيعلقون في مكان إقامتهم ما لم يتمكنوا من الوصول قبل منتصف ليل 21 سبتمبر. ربما فات حاملو تأشيرة H-1B الذين ما زالوا في الهند الموعد النهائي بالفعل، حيث لا توجد طريقة للوصول في الوقت المناسب لرحلة مباشرة من الهند”.
وقال ميهتا: “لا يزال من الممكن أن يتمكن حامل تأشيرة H-1B الموجود في الهند من الوصول إلى كاليفورنيا قبل منتصف ليل 21 سبتمبر 2025”.
نشر أحد المستخدمين على موقع إنستغرام أن رحلته التابعة لشركة طيران الإمارات تأخرت في مطار سان فرانسيسكو لأكثر من ثلاث ساعات بعد أن قرر العديد من الركاب، وخاصة الهنود، النزول من الطائرة بعد معرفة الموعد النهائي الذي حدده ترامب.
سادت حالة من الفوضى العارمة بين ركاب طيران الإمارات في مطار سان فرانسيسكو. وقّع الرئيس ترامب أمرًا يؤثر على حاملي تأشيرات H-1B الجدد والحاليين، مما أثار ذعرًا بين الكثيرين – وخاصةً الركاب الهنود – الذين اختاروا حتى مغادرة الطائرة، وفقًا لما كتبه هذا الشخص.
وزعم آخر أن فوضى مماثلة وقعت على متن رحلة أخرى، كانت مليئة بالهنود، في مطار سان فرانسيسكو الدولي: “وضع مؤسف للغاية… كانت هناك رحلة دولية مليئة بالهنود من منطقة الخليج، صعد ركابها وكانت على وشط الإقلاع، وكان من المقرر أن تُغادر مطار سان فرانسيسكو الدولي. عندما انتشر خبر القواعد الجديدة لتأشيرة H-1B، أصيب الهنود على متنها بالذعر وتوسلوا للنزول منها”.
