logo alelm
رسوم “تأشيرات H-1B”.. حلم العمل بأمريكا يصبح أصعب

أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، قرارًا مفاجئًا سيُحدث هزة عنيفة في قطاع التقنية بالولايات المتحدة، وذلك بفرض رسوم جديدة على تأشيرات H-1B للعمال المهرة تصل إلى 100 ألف دولار سنويًا لكل تأشيرة، في خطوة وصفت بأنها الأكثر تشددًا في حملة الإدارة لتقييد الهجرة القانونية.

وأثار هذا الإعلان حالة من الطوارئ لدى كبرى الشركات الأمريكية، التي سارعت إلى تحذير موظفيها من حاملي هذه التأشيرات بضرورة البقاء داخل الولايات المتحدة أو العودة إليها فورًا قبل دخول القرار حيز التنفيذ منتصف ليل السبت.

ويهدد هذا التغيير الجذري بتوجيه ضربة قاصمة لشركات التقنية التي تعتمد بشكل كبير على المواهب والكفاءات القادمة من دول مثل الهند والصين.

وفي رسائل بريد إلكتروني داخلية أفادت وكالة “رويترز” أنها اطلعت عليها، نصحت شركات عملاقة مثل “مايكروسوفت” و”جيه بي مورغان” و”أمازون” موظفيها من حاملي تأشيرات H-1B الموجودين خارج البلاد بالعودة قبل الموعد النهائي، بينما طالبت الموجودين في الداخل بتجنب السفر الدولي حتى تتضح الإرشادات الحكومية.

صدمة في قطاع التقنية بسبب قرار تأشيرات H-1B

يأتي رد الفعل السريع من الشركات ليعكس حجم الصدمة التي أحدثها القرار في أوساط الأعمال، وتُظهر البيانات الحكومية أن الهند كانت المستفيد الأكبر من تأشيرات H-1B العام الماضي، حيث شكل مواطنوها 71% من إجمالي الحاصلين عليها، تليها الصين بنسبة 11.7%.

وتعتبر شركات مثل “أمازون”، التي حصلت على موافقات لأكثر من 12 ألف تأشيرة في النصف الأول من عام 2025، و”مايكروسوفت” و”ميتا” بأكثر من 5 آلاف موافقة لكل منهما، من بين الأكثر تضررًا.

وانعكس هذا القلق مباشرة على أسواق المال، حيث أغلقت أسهم شركة “كوجنيزانت تكنولوجي”، وهي شركة خدمات تقنية معلومات تعتمد بشكل كبير على حاملي تأشيرات H-1B، على انخفاض بنسبة 5% تقريبًا، كما تراجعت أسهم شركات هندية كبرى مثل “إنفوسيس” و”ويبرو” بنسب تتراوح بين 2% و5%.

ويرى محللون أن الرسوم الجديدة قد تدفع الشركات إلى نقل بعض أعمالها ذات القيمة العالية إلى الخارج، مما قد يضر بمكانة أمريكا التنافسية، خاصة في سباق اإنفوجرافيك| الذكاء الاصطناعي يبتلع الاستثمارات الأمريكية مع الصين.

مبررات القرار وانقسام الآراء حول مستقبل تأشيرة H-1B

بررت الإدارة الأمريكية قرارها على لسان وزير التجارة هوارد لوتنيك، الذي قال: “إذا كنت ستدرب شخصًا ما، فلتدرب أحد خريجي جامعاتنا العظيمة.. درّبوا الأمريكيين.. توقفوا عن جلب أشخاص ليأخذوا وظائفنا”.

وتتبنى الإدارة حجة منتقدي برنامج تأشيرات H-1B الذين يرون أنه يسمح للشركات بخفض الأجور وتهميش العمال الأمريكيين.

وعلى الجانب الآخر، حذر خبراء ومستثمرون من أن هذه الخطوة قد تردع ألمع العقول في العالم عن المجيء إلى الولايات المتحدة.

وقال ديدي داس، الشريك في شركة “مينلو فينتشرز” لرأس المال الاستثماري، إن “هذا يخلق حافزًا عكسيًا لجذب أذكى المواهب في العالم”، مضيفًا أنه إذا توقفت أمريكا عن فعل ذلك، فإنها تقلل بشكل كبير من قدرتها على الابتكار وتنمية الاقتصاد.

وشكك مدير السياسات في مجلس الهجرة الأمريكي، آرون رايشلين-ميلنيك، في قانونية الرسوم الجديدة، مشيرًا أن الكونغرس لم يفوّض الحكومة إلا بتحديد الرسوم لتغطية تكاليف معالجة الطلبات فقط.

ويوفر برنامج تأشيرات H-1B حاليًا 65 ألف تأشيرة سنويًا للعمال الأجانب المؤقتين، بالإضافة إلى 20 ألف تأشيرة للحاصلين على درجات علمية متقدمة، برسوم لا تتجاوز بضعة آلاف من الدولارات.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

“إثراء” يحتفل باليوم الوطني 95 بـ 40 فعالية