logo alelm
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للصداقة والدعم.. كيف يغير سلوك المراهقين؟

يتجه المراهقون بشكل متزايد إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحثًا عن الصداقة والدعم، بل وحتى الرومانسية.. لكن هذه التطبيقات قد تُغير طريقة تواصل الشباب مع الآخرين، سواءً عبر الإنترنت أو خارجه.

توصل بحث جديد أجرته منظمة Common Sense Media، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة تقوم بمراجعة مختلف الوسائط والتقنيات، إلى أن حوالي 3 من كل 4 مراهقين في الولايات المتحدة استخدموا تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة.

تتيح هذه التطبيقات للمستخدمين إنشاء أصدقاء رقميين أو شركاء رومانسيين يمكنهم الدردشة معهم في أي وقت، باستخدام النص أو الصوت أو الفيديو، وفقًا لموقع livescience.

وجدت الدراسة، التي شملت 1060 مراهقًا أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، أن 1 من كل 5 مراهقين يقضون وقتًا أطول أو مساويًا لوقتهم مع رفيقهم الذكي مقارنة بالوقت الذي يقضونه مع أصدقائهم الحقيقيين.

المهارات المعرفية في مرحلة المراهقة

المراهقة مرحلة مهمة في التطور الاجتماعي، خلال هذه الفترة، تكون مناطق الدماغ المسؤولة عن التفكير الاجتماعي مرنة للغاية.

من خلال التفاعل مع الأقران والأصدقاء وأول شركاء حياتهم، يطور المراهقون مهارات معرفية اجتماعية تُساعدهم على التعامل مع الصراعات ووجهات النظر المتنوعة، ويمكن أن يكون لنموهم خلال هذه المرحلة آثار طويلة الأمد على علاقاتهم المستقبلية وصحتهم النفسية.

لكن رفقاء الذكاء الاصطناعي يقدمون تجربةً مختلفةً تمامًا عن الأقران والأصدقاء والشركاء العاطفيين، فهم يقدمون تجربة يصعب مقاومتها: فهم متاحون دائمًا، ولا يُصدرون أحكامًا، ويركزون دائمًا على احتياجات المستخدم.

علاوة على ذلك، فإن معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة ليست مصممة للمراهقين، وبالتالي قد لا تحتوي على الضمانات المناسبة من المحتوى الضار.

تطبيقات مصممة للعودة مرة أخرى

في وقت أصبحت فيه الوحدة منتشرة على نطاق وبائي، من السهل أن نرى لماذا قد يلجأ المراهقون إلى رفقاء الذكاء الاصطناعي للتواصل أو الدعم.

لكن هذه العلاقات المصطنعة لا تُغني عن التفاعل البشري الحقيقي، لأنها تفتقر إلى التحدي والصراع المتأصلين في العلاقات الحقيقية، ولا تتطلب احترامًا أو تفاهمًا متبادلين، ولا تفرض حدودًا اجتماعية.

قد يفوت المراهقون الذين يتفاعلون مع رفقاء الذكاء الاصطناعي فرصًا لاكتساب مهارات اجتماعية مهمة، وقد يطورون توقعات غير واقعية للعلاقات، ويطورون عادات لا تُجدي نفعًا في الحياة الواقعية، بل قد يواجهون عزلةً ووحدةً متزايدتين إذا حلَ رفقاؤهم الاصطناعيون محلَ تواصلهم الاجتماعي في الحياة الواقعية.

هل هناك جانب مشرق لرفاق الذكاء الاصطناعي؟

هل هناك أي فوائد محتملة للمراهقين الذين يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة هي: ربما، إذا كنا حذرين.

ويقوم الباحثون بالتحقيق في كيفية استخدام هذه التقنيات لدعم تطوير المهارات الاجتماعية.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من 10 آلاف مراهق أن استخدام تطبيق محادثة تم تصميمه خصيصًا من قبل علماء النفس السريري والمدربين والمهندسين كان مرتبطًا بتحسين الحالة الصحية على مدى 4 أشهر.

ورغم أن الدراسة لم تتناول مستوى التفاعل البشري الذي نراه في رفاق الذكاء الاصطناعي اليوم، إلا أنها تقدم لمحة عن بعض الاستخدامات الصحية المحتملة لهذه التقنيات، طالما تم تطويرها بعناية مع وضع سلامة المراهقين في الاعتبار.

بشكل عام، لا توجد أبحاث تُذكر حول تأثير مرافقي الذكاء الاصطناعي المتوفرين على نطاق واسع على صحة الشباب وعلاقاتهم، الأدلة الأولية قصيرة المدى، ومتباينة، وتركز على البالغين.

ماذا يمكننا أن نفعل؟

تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصاحبة بالفعل من قبل ملايين الأشخاص حول العالم، ومن المتوقع أن يزداد هذا الاستخدام في السنوات القادمة.

ويوصي مفوض السلامة الإلكترونية في أستراليا الآباء بالتحدث مع أبنائهم المراهقين حول كيفية عمل هذه التطبيقات، والفرق بين العلاقات الاصطناعية والحقيقية، ودعم أطفالهم في بناء المهارات الاجتماعية في الحياة الواقعية.

للمجتمعات المدرسية دورٌ أيضًا في توعية الشباب بهذه الأدوات ومخاطرها. على سبيل المثال، يُمكنها دمج موضوع الصداقات الاصطناعية في برامج محو الأمية الاجتماعية والرقمية.

في حين يدعو مفوض السلامة الإلكترونية شركات الذكاء الاصطناعي إلى دمج الضمانات في تطويرها لمنتجات الذكاء الاصطناعي، يبدو من غير المرجح أن تقود الصناعة أي تغيير ذي معنى.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

لبنان على حافة الحرب الأهلية.. ماذا بعد تحذيرات حزب الله؟

المقالة التالية

هل تسعى الصين لغزو تايوان في ظل حكم ترامب لأمريكا؟

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للصداقة والدعم.. كيف يغير سلوك المراهقين؟ - العلم