تستعد شركة “آبل” لإطلاق أول هاتف آيفون القابل للطي العام المقبل، في خطوة تمثل تحولاً في استراتيجيتها المعتادة، حيث تدخل الشركة سوقًا قائمة بالفعل وتهيمن عليها منافستها الكبرى “سامسونغ” منذ 7 سنوات.
وفقًا لتقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ”، يبدأ طرح الهاتف في أواخر 2026، وهي خطوة تأتي في وقت لا يزال فيه سوق الهواتف القابلة للطي قاصرًا على مؤسسات تقنية قليلة، لكنه يشهد نموًا متسارعًا في أسواق استراتيجية مثل الصين.
تاريخياً، عُرفت آبل بدخولها المبكر للأسواق الناشئة وإعادة تعريفها بالكامل، كما فعلت مع أجهزة “آيبود” و”آيفون” و”آيباد“، لكن هذه المرة، تتبع الشركة نهجًا مختلفًا.
يقول مارك غورمان، كبير مراسلي شؤون آبل في “بلومبيرغ”: “عندما تقدم الشركة أول هاتف آيفون قابل للطي، ستكون قد دخلت فئة منتجات عمرها 7 سنوات، كانت رائدتها وأكبر منافسيها في الأجهزة، سامسونغ”.
يعكس هذا النهج استراتيجية “توقيت السوق” بدلاً من “صناعة السوق”، حيث تركز “Apple” على الدخول عندما تصل التقنية وسلسلة التوريد وسلوك المستخدم إلى مرحلة النضج الكافي لتقديم تجربة ممتازة.
وعلى الرغم من مرور سنوات على إطلاق أول هاتف قابل للطي من “سامسونغ” في عام 2019، لا تزال هذه الفئة من الأجهزة تكافح لتحقيق انتشار واسع، في عام 2023، لم تتجاوز نسبة مستخدمي الهواتف القابلة للطي 1% في الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وفقًا لأبحاث شركة “كانتار”.
ويشير “غورمان” أن “سامسونغ قامت بالفعل بالجزء الأكبر من العمل الشاق”، مما يسمح لمنافستها “آبل” بالتركيز على تحسين التصميم وتجربة المستخدم، مدعومة بقوة علامتها التجارية الهائلة وقدراتها التسويقية.
يتوقع تقرير “بلومبيرغ” أن يكون سعر أول هاتف آيفون القابل للطي باهظًا، حيث تشير التقديرات أنه سيبدأ من 2000 دولار أمريكي على الأقل.
ويبدو أن استراتيجية الإطلاق تستهدف بشكل خاص السوق الصيني، الذي أصبح فيه عامل الشكل القابل للطي شائعًا للغاية، حيث نما بنسبة 27% على أساس سنوي.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتطلع فيه “آبل” إلى استعادة زخم نموها في الصين، بعد أن فقدت حصة سوقية لصالح الشركات المصنعة المحلية مثل “شاومي” و”هونر” و”هواوي”، التي أطلقت جميعها أجهزة قابلة للطي لاقت استحسان المستهلكين.