نفى نادي شباب ملاح الرياضي اليمني صحة الشائعات التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ مطلع هذا الأسبوع، والتي زعمت وفاة أسطورة الملاكمة البريطاني اليمني الأصل، نسيم حميد.
وأكد النادي في بيان رسمي أنه تواصل مع “البرنس” خلال الساعات الماضية وهو بصحة جيدة، ليضع حدًا لموجة من القلق أثارتها الأخبار الكاذبة وأعادت إلى الأضواء قصة واحد من أكثر الملاكمين موهبة وشعبية في تاريخ اللعبة.
ويعد نسيم حميد ظاهرة فريدة في عالم الملاكمة، حيث لم تقتصر شهرته على قبضته الفولاذية وسجله الحافل بالانتصارات، بل امتدت لتشمل أسلوبه الاستعراضي وشخصيته الجذابة داخل الحلبة وخارجها، مما جعله أيقونة رياضية عالمية تخطت حدود الرياضة.
ُلد نسيم حميد في مدينة شيفيلد البريطانية في 12 فبراير 1974، لأسرة يمنية مهاجرة تنحدر من قرية ملاح بمحافظة البيضاء.
وفي شوارع شيفيلد، اكتشف “ناز”، كما كان يُلقب، شغفه بالملاكمة في سن مبكرة، لينضم إلى صالة تدريب الملاكم الإيرلندي الشهير بريندان آنغل، الذي صقل موهبته الفطرية وطور أسلوبه غير التقليدي الذي أصبح لاحقًا علامته المسجلة.
وتميز أسلوب نسيم حميد بالمرونة الفائقة والرشاقة وخفة الحركة، معتمدًا على طريقة لعب فريدة بإسقاط يديه إلى جانبيه، مما كان يستفز خصومه ويجعل حركاته غير متوقعة.
وإلى جانب مهاراته القتالية، اشتهر الملقب بـ”البرنس” باستعراضاته المذهلة عند دخوله الحلبة، حيث كان يقوم بشقلبات بهلوانية ويتراقص على أنغام الموسيقى، مرتديًا سراويل بنقشة جلد الفهد، ومعتزًا دائمًا بأصوله اليمنية التي شكلت جزءًا أساسيًا من هويته كرياضي عالمي.
بدأت رحلة نسيم حميد الاحترافية في 14 أبريل 1992، بفوز سريع على ريكي بيرد، ومنذ تلك اللحظة، انطلق “البرنس” في مسيرة مذهلة، محققًا الانتصار تلو الآخر.
وفي عام 1994، حصد لقب بطولة أوروبا لوزن الديك، قبل أن يفوز في العام نفسه بلقب المجلس العالمي للملاكمة “WBC” بعد أن ألحق أول هزيمة بفريدي كروز بعد 56 مباراة.
وكان التحدي الأكبر في 30 سبتمبر 1995، عندما واجه البطل الويلزي ستيف روبنسون على لقب منظمة الملاكمة العالمية “WBO” لوزن الريشة في معقله بمدينة كارديف.
وفي نزال تاريخي، أسقط نسيم حميد خصمه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة، ليتوج بطلًا للعالم ويبدأ حقبة من الهيمنة المطلقة على هذا الوزن.
وعلى مدى 5 سنوات، دافع نسيم حميد عن لقبه بنجاح، موحدًا أحزمة وزن الريشة بفوزه بلقب الاتحاد الدولي للملاكمة “IBF” عام 1997، ولقب المجلس العالمي للملاكمة “WBC” عام 1999، ولقب مجلة “ذا رينغ” الذي مُنح له بأثر رجعي في 2019 تقديرًا لسيطرته الكاملة على الفئة، وخاض نزالات لا تُنسى، أبرزها انتصاره المثير على الأمريكي كيفن كيلي في حديقة ماديسون سكوير بنيويورك عام 1997.
وتوقفت مسيرته المذهلة عند هزيمة واحدة فقط كانت أمام الأسطورة المكسيكي ماركو أنطونيو باريرا في أبريل 2001، وبعدها خاض نزالاً أخيرًا قبل أن يعلن اعتزاله النهائي في عام 2002، تاركًا خلفه سجلًا احترافيًا شبه مثالي.
وتقديرًا لإنجازاته، تم تكريمه بإدراج اسمه في قاعة مشاهير الملاكمة الدولية عام 2015، ومنذ اعتزاله، اختار نسيم حميد حياة هادئة بعيدًا عن الأضواء، مكتفيًا بظهور متقطع، وداعمًا لمسيرة ابنه آدم الذي بدأ يشق طريقه في عالم الملاكمة.