logo alelm
هالك هوجان… رحيل أسطورة المصارعة الذي وحّد الحلبة والسياسة في أميركا

توفي أسطورة المصارعة هالك هوجان، عن عمر يناهز 71 عامًا، صباح اليوم، في منزله بكليرووتر بيتش، بولاية فلوريدا.

وعُثر على هوجان، واسمه الحقيقي تيري جين بوليا، وقد أصيب بسكتة قلبية، وفق بيان شرطة كليرووتر، ثم نُقل إلى مستشفى «مورتيون بلانت» حيث أُعلن عن وفاته رسميًا. وقال الرائد نيت بيرنسايد: «لم تكن هناك أي مؤشرات على شبهة جنائية أو نشاط مريب».

جسّد هالك هوجان طيلة أربعة عقود نموذجًا فريدًا للبطولة الشعبية في الثقافة الأميركية، حيث لم يكن مجرد مصارع داخل الحلبة، بل رمزًا عالميًا نقل المصارعة الترفيهية من هامش الرياضة إلى صدارة الترفيه المنزلي في الثمانينيات. وارتبطت صورته بالعلم الأميركي، وشاربه المميز، وعضلاته الضخمة التي سمّاها «ثعابين الـ24 إنشًا».

بدأت شعبيته تتفجّر مع انطلاقة أول عرض ريسلمانيا عام 1985، حين خاض نزالًا تاريخيًا إلى جانب «مستر تي». بعد ذلك، أصبح اسم «هوجان» يعني الإثارة المطلقة، و«هولكامانيا» صارت حركة جماهيرية اجتاحت القنوات وألعاب الفيديو وحتى رسوم الأطفال.

ما الذي ميّز مسيرته داخل الحلبة؟

تُوّج هوجان بست بطولات عالمية في WWE، وسُجّل اسمه في قاعة المشاهير عام 2005. من أبرز لحظاته التاريخية رفعه لـ«أندريه العملاق» أمام جمهور ضخم بلغ 93 ألف متفرج في ملعب «سيلفردوم» بولاية ميشيجان عام 1987، خلال ريسلمانيا 3، وهي لحظة خالدة في ذاكرة الرياضة.

شارك أيضًا في التنافس الكبير بين اتحاد WWE وWCW خلال «حروب الاثنين الليلية» في التسعينيات، حيث ابتكر شخصية «هوليوود هوجان» وانضم إلى تشكيل عصابة NWO الشريرة، مما رجّح كفة WCW مؤقتًا في سباق الشعبية.

لكن شهرة هوجان لم تقتصر على المصارعة، حيث ظهر في أفلام ومسلسلات مثل Rocky III وThunder in Paradise، كما قاد برنامج الواقع الشهير Hogan Knows Best على قناة VH1 بين عامَي 2005 و2007، مجسدًا صورة العائلة الأميركية المثالية، ولو بشكل مبالغ فيه.

لاحقًا، ومع صعود التيار الشعبوي في السياسة الأميركية، انخرط هوجان في دعم الحملة الانتخابية لدونالد ترامب. وفي مؤتمر الحزب الجمهوري لعام 2024، ظهر على المسرح وهو يمزق قميصه التقليدي ليكشف عن قميص حملة ترامب-فانس، صارخًا: «دعوا ترمبمانيا تشتعل أيها الإخوة!».

لم تكن تلك اللحظة عرضًا استعراضيًا فقط، بل تأكيدًا على امتزاج الترفيه السياسي بالترفيه الحركي، في مشهد يصعب فصله عن الثقافة الأميركية الحديثة.

هل شابت مسيرته أي فضائح؟

رغم هذه النجاحات، لم تكن حياة هوجان خالية من العثرات. في عام 2012، نشرت مدونة Gawker تسجيلًا مصورًا له في علاقة جنسية، تضمن تصريحات عنصرية.

رفع دعوى قضائية حصل بموجبها على 140 مليون دولار، ما أدى إلى إفلاس الموقع. ورغم قرار WWE بإزالته من قاعة المشاهير عام 2015، عاد إليها مجددًا في 2020 بعد تقديمه اعتذارًا علنيًا.

وفي أبريل 2025، أعلن هوجان توليه منصب أول مفوض لاتحاد «ريال أميركان فريستايل» الجديد، الذي وصفه بأنه أول اتحاد مصارعة «غير مكتوبة» في العالم. قال حينها: «الناس قد تُدهش، لكن المصارعة ستبقى مصارعة، أخي. هدفي أن أساعد الجيل الجديد ليصبح نجمًا حقيقيًا بلا نص».

كيف ودّعه العالم؟

أثارت وفاته موجة تعاطف عارمة على مواقع التواصل. كتب دونالد ترامب عبر «تروث سوشيال»: «خسرنا صديقًا عظيمًا. هوجان كان مخلصًا لحركة MAGA حتى النهاية. كان قويًا، ذكيًا، وصاحب قلب كبير».

أما زميله السابق ريك فلير، فغرّد قائلًا: «أنا مصدوم تمامًا… هوجان كان بجانبي منذ بداياتنا. كان أكثر من صديق. كان أخًا».

ووضع المصارع جون سينا صورة صامتة لهوجان وهو يرفع رأس «أندريه العملاق»، كتعبير رمزي عن احترامه.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

الطوالع السنوية.. نظام فلكي يرسم خريطة الزراعة في المملكة

المقالة التالية

منتدى الاستثمار السوري السعودي في عيون السوريين