علماء يكتشفون قوة حرق الدهون الخفية في الدماغ

ديسمبر ٦, ٢٠٢٥

شارك المقال

علماء يكتشفون قوة حرق الدهون الخفية في الدماغ

في اكتشاف علمي غير مسبوق، توصل فريق دولي من الباحثين إلى أن الخلايا العصبية قادرة على حرق الدهون كمصدر للطاقة، بل وتتمتع بقدرة على إنتاجها عند الحاجة، ويفتح هذا الاكتشاف مسارًا حيويًا كان مجهولًا سابقًا يتيح للدماغ تأمين الوقود اللازم لأداء وظائفه، إلى جانب الإشارة إلى أن خللًا في هذا المسار قد يكون السبب وراء حدوث أمراض عصبية نادرة تُضعف الخلايا العصبية وتعرضها للتلف المبكر.

ويقوم هذا البحث على تحليل كيفية استجابة الخلايا العصبية لنقص الطاقة، وكيفية إعادة تنشيطها باستخدام دهون محددة.

آلية جديدة لإنتاج الدهون داخل الخلايا العصبية

اعتمد الباحثون من جامعتي كوينزلاند وهلسنكي على دراسات معمقة أظهرت أن الخلايا العصبية ليست معتمدة فقط على السكر كما كان يُعتقد سابقًا، بل تمتلك القدرة على استخدام الدهون في ظروف معينة، والأكثر من ذلك أن هذه الخلايا قادرة على تصنيع الدهون من خلال إعادة تدوير مكونات داخلية، وذلك بفضل بروتين رئيسي يُدعى DDHD2، ويُعد هذا الاكتشاف تغييرًا جذريًا في فهم آليات حصول الدماغ على طاقته، خصوصًا أنه يكشف عن مصدر بديل للطاقة يُمكن استغلاله طبيًا.

ويشير الباحثون إلى أن غياب هذا البروتين يؤدي إلى تعطّل كامل في قدرة الخلايا العصبية على إنتاج الدهون الضرورية للعمليات الحيوية، ما ينتج عنه ضعف كبير في إرسال الإشارات العصبية، وتُعرف هذه الحالة النادرة باسم الشلل النصفي التشنجي الوراثي 54 (HSP54)، وهي حالة تبدأ أعراضها لدى الأطفال بصعوبات في الحركة والتفكير وتتفاقم مع تقدم العمر.

دهون علاجية تعيد تنشيط الخلايا في 48 ساعة

أحد أكثر جوانب البحث إثارة هو النجاح في إعادة تنشيط الخلايا العصبية المتضررة خلال فترة قصيرة للغاية، فقد قام العلماء بتزويد خلايا مصابة بـ HSP54 بمكملات محددة من الأحماض الدهنية، وتم تسجيل تحسن مذهل في قدرتها على إنتاج الطاقة والتواصل العصبي بعد 48 ساعة فقط.

وتشير قائدة الدراسة، الدكتورة ميرجا جونسو من المعهد الأسترالي للهندسة الحيوية وتكنولوجيا النانو، إلى أن هذه النتائج تشكل نقلة نوعية في فهم كيفية حصول الدماغ على الوقود، وكيف يمكن إصلاح المسارات الخلوية المتضررة.

آفاق علاجية جديدة للاضطرابات العصبية

يستعد الفريق العلمي الآن للانتقال إلى المرحلة التالية من البحث، والتي تشمل التحقق من سلامة هذه المقاربات العلاجية في النماذج قبل السريرية، وسيتيح ذلك تقييم مدى إمكانية تطبيق هذه الأساليب على الإنسان مستقبلًا، خاصة في اضطرابات دماغية أخرى تعجز العلاجات الحالية عن التعامل معها.

وأكد الدكتور جوزيبي باليستريري من جامعة هلسنكي أن الجمع بين هذا الاكتشاف والتقنيات الحديثة لتصوير الدماغ يمكن أن يسرّع تقدم الأبحاث نحو علاجات فعالة تغير حياة المرضى بشكل جذري.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

5 أعمار سرية للدماغ.. واحد منها يستمر معظم حياتك!

هل الحيوانات بلا دماغ قادرة على التفكير؟

لماذا ترسل الصين 4 فئران إلى الفضاء؟

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech