تشير الدراسات إلى أن القطط قد تكون سببًا في السعادة وتحسين الصحة العامة. ورغم أنها قد تزعجنا أحيانًا بسلوكها، إلا أن ارتباط البعض بها لا يتراجع، بل يتعمق عامًا بعد آخر. ومع ذلك فإن نحو 23% من الناس يُعرفون أنفسهم بأنهم “أشخاص يفضلون القطط فقط”، لا الكلاب ولا حتى النوعين معًا.
وبحسب ما نشره موقع “Health Line” فإنه في الولايات المتحدة وحدها، تعيش القطط في حوالي 49 مليون منزل. ولكن يتساءل البعض عن السبب الذي يجعلنا نجلب هذه المخلوقات الصغيرة إلى بيوتنا والإنفاق عليها أكثر من 1000 دولار سنويًا. ورغم أن العاطفة تجاه القطط لا تحتاج غالبًا إلى تبرير علمي، إلا أن الأبحاث أوضحت أن وجودها في حياتنا يتجاوز حدود التسلية، ليصل إلى جوانب مؤثرة في صحتنا النفسية والجسدية.
بحسب التقرير، فإن القطط تمنح أصحابها شعورًا بالأنس وتقلل من الإحساس بالوحدة، كما تضيف لحظات من الضحك عبر حركاتها الطريفة، خاصة عند اللعب أو التفاعل مع الألعاب، وهو ما يجعل مقاطع فيديو القطط تنتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت. ومع الأجيال الجديدة، وخاصة جيل الألفية و”الجيل زد”، أصبحت القطط جزءًا أساسيًا من العائلة. وتشير استطلاعات إلى أن 82% من مالكي الحيوانات يعتبرونها “كأطفالهم تمامًا”، ويعزز هذا الارتباط العاطفي شعور الفرح والانتماء.
ومن الناحية العصبية، التفاعل مع القطط ينشّط مناطق محددة في الدماغ مثل القشرة الجبهية، مما يحسن المزاج ويعزز الصحة النفسية. كما وجدت أبحاث سابقة أن الأشخاص الذين يعيشون مع القطط يعانون مشاعر سلبية أقل من أولئك الذين لا يملكونها، بل إن العزاب الذين يملكون قططًا غالبًا ما يكونون أكثر سعادة من المتزوجين مع قطط.
يساعد التعامل مع الحيوانات عمومًا على تقليل هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، ويخفض ضغط الدم. ففي تجربة علمية شملت 120 زوجًا متزوجًا، أظهرت النتائج أن وجود القطط إلى جانب أصحابها خلال المواقف المجهدة ساعدهم على الحفاظ على استقرار معدل ضربات القلب وضغط الدم، وقلل من أخطائهم في الاختبارات. حتى التفاعل القصير مع القطط، لمدة عشر دقائق فقط، قادر على تهدئة الجسم وتحسين المؤشرات الفسيولوجية، وتزداد هذه الفوائد مع طول فترة تربية القط.
من ناحية أخرى، تسهم رعاية القطط في تعزيز مهاراتنا الاجتماعية، إذ يُنظر إليها كجزء من شبكة الدعم العاطفي التي توسع قدرتنا على التعاطف والعطاء تجاه الآخرين. وتشير الأبحاث إلى أن محبي القطط يتميزون بقدر أكبر من الخيال والانفتاح، رغم ميل بعضهم إلى الانطواء.
ولا يقتصر تأثير القطط على حالتنا النفسية، بل تمتد فوائدها إلى الصحة الجسدية. فبعض الدراسات أوضحت أن خرير القطط يصدر ترددات تتراوح بين 25 و150 هرتز، وهو نطاق قد يساهم في شفاء العظام وتحفيز العضلات. كما أن التعايش مع القطط يرتبط بتحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وخفض مستويات التوتر والقلق، وتعزيز هرمون الأوكسيتوسين الذي يقوي الروابط الاجتماعية.
اقرأ أيضًا:
لماذا تنسحب مخالب القطط وتتراجع وتظل مخالب الكلاب؟