تصنف الأمم المتحدة التعليم كحق إنساني أساسي لكل طفل، لكن حوالي 100 مليون طفل على الكوكب يواجهون عوائق تحرمهم من هذا الحق، وهنا تبرز قائمة أغرب المدارس حول العالم كحلول مبتكرة.
وتتنوع هذه العوائق بين التحديات البيئية مثل تغير المناخ والكوارث الطبيعية، والظروف الاجتماعية القاسية التي تجعل الوصول إلى الفصول الدراسية التقليدية ضربًا من المستحيل.
وابتكرت مجتمعات ومنظمات حول العالم حلولًا تعليمية فريدة، فأصبحت المدارس لا تقتصر على صفوف من المقاعد وأكوام من الكتب، بل امتدت لتشمل قوارب ومنصات قطارات وحتى كهوفًا، في محاولة لضمان وصول التعليم إلى كل طفل مهما كانت ظروفه.
في بنغلاديش، حيث تغمر الفيضانات الموسمية المناطق الريفية لأشهر، أطلقت منظمة “شيدولاي” غير الربحية مدارس القوارب العائمة.
وتصل هذه المدارس المجهزة بالطاقة الشمسية وأجهزة الكمبيوتر إلى الأطفال مباشرة في قراهم، متغلبة على العائق الجغرافي والبيئي، وتضمن استمرارية التعليم خصوصًا للفتيات اللاتي كن الأكثر حرمانًا.
كما شهدت الهند مبادرة ملهمة على يد المعلمة إندرجيت كورانا، التي أسست مدارس على أرصفة القطارات، والتي تستهدف الأطفال الذين يعيشون في الشوارع ويقضون أيامهم في التسول من الركاب، حيث تقدم لهم تعليمًا أساسيًا في بيئة إبداعية، وتمنحهم فرصة للخروج من دائرة الفقر، وهي تجربة من أبرز نماذج أغرب المدارس حول العالم.
وعلى صعيد آخر، وفي محاولة للحفاظ على تراثهم الثقافي، أنشأت مجموعة “الإيفينك” البدوية في سيبيريا مدرسة متنقلة بدعم من عالمة الأنثروبولوجيا الفرنسية ألكسندرا لافريلييه.
وتسمح هذه المدرسة للأطفال بتلقي تعليم حديث مع الحفاظ على تقاليدهم العريقة في رعي الرنة والصيد، بدلاً من إرسالهم إلى مدارس داخلية حكومية بعيدة.
وفي كينيا، تواجه فتيات قبيلة الماساي خطر الزواج المبكر، لكن مدرسة “نانينغوي” الابتدائية للبنات قدمت حلاً مبتكرًا، حيث تعمل على “حجز” الفتيات للتعليم بدلاً من الزواج، من خلال تقديم مهور رمزية لآبائهن، لتصبح المدرسة بمثابة “الزوج” الذي يتكفل بتعليم الفتاة ورعايتها، وهي فكرة جعلتها واحدة من أغرب المدارس حول العالم.
تتجاوز قائمة أغرب المدارس حول العالم المبادرات الاجتماعية لتشمل تصميمات معمارية فريدة، ففي مقاطعة قويتشو الفقيرة في الصين، احتضن كهف ضخم مدرسة “دونغ تشونغ” الابتدائية منذ عام 1984، حيث كان الطلاب يتلقون تعليمهم بين جدران الكهف الباردة، في حل فريد فرضته ندرة الموارد، ورغم أن الحكومة أغلقتها لاحقًا، إلا أنها تظل مثالاً على إصرار المجتمعات المحلية على توفير التعليم.
وفي الولايات المتحدة، وفي ذروة الحرب الباردة، بُنيت مدرسة “أبو” الابتدائية في نيو مكسيكو تحت الأرض بالكامل لتكون ملجأ متطورًا من الغبار الذري.
ورغم أن المدرسة أُغلقت لاحقًا، إلا أنها قدمت بيئة تعليمية فريدة، بل وحسّنت صحة الطلاب الذين يعانون من الحساسية بفضل أنظمة تنقية الهواء المتقدمة.
وتقدم سنغافورة نموذجًا معماريًا مذهلاً في كلية الفنون والتصميم والإعلام بجامعة نانيانغ التقنية، التي يتميز سطحها الأخضر المتموج بالاندماج الكامل مع البيئة المحيطة.
ويعمل هذا السطح كعازل للمبنى، ويُستخدم كمساحة التقاء للطلاب، مما يجعلها من بين أغرب المدارس حول العالم وأجملها.
وتشمل قائمة أغرب المدارس حول العالم أيضًا نماذج تعتمد على فلسفات تعليمية مختلفة، مثل “مدرسة بروكلين الحرة” في الولايات المتحدة، التي تمنح الطلاب حرية كاملة في اختيار حضور الفصول الدراسية من عدمه، وتلغي الواجبات والامتحانات والدرجات، معتمدة على فضول الأطفال الطبيعي للتعلم.
