شهد عام 2024 تسجيل أرقام قياسية غير مسبوقة في ارتفاع درجات الحرارة ومستويات ثاني أكسيد الكربون، مما تسبب في موجة من الكوارث المناخية حول العالم. من الفيضانات والجفاف إلى الحرائق الهائلة، أصبح تأثير تغير المناخ ملموسًا بشكل واضح في حياة الملايين.
يُتوقع أن يصبح 2024 العام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات، مع تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
في مايو، وصلت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى 426.90 جزء في المليون، وهو أعلى مستوى في ملايين السنين. وفقًا لرالف كيلينغ، مدير برنامج CO2 في معهد سكريبس، فإن الزيادة في مستويات الكربون أصبحت أسرع من أي وقت مضى.
شهدت الولايات المتحدة واحدة من أعنف الأعاصير منذ عقود، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية هائلة.
تسبب الجفاف الشديد في الأمازون، الناتج عن ظاهرة “النينيو”، في جعل الغابات المطيرة أكثر عرضة للاشتعال، مما أدى إلى أسوأ موسم حرائق خلال 20 عامًا.
أدى هطول الأمطار الغزيرة إلى فيضانات مفاجئة أودت بحياة أكثر من 200 شخص، وسط تحذيرات علمية من أن هذه الأحداث مرتبطة بتغير المناخ.
حذر تقرير صادر عن “لجنة المياه العالمية” من أن دورة المياه العالمية أصبحت غير متوازنة لأول مرة في التاريخ البشري، مما يعرض الأمن المائي والاقتصادي للخطر.
دراسة نُشرت في يونيو توقعت وصول نقاط تحول بيئية خطيرة، مثل انهيار الصفائح الجليدية في غرينلاند وتحول غابات الأمازون إلى سافانا، خلال 15 عامًا إذا لم يتم الحد من الانبعاثات الكربونية.
في أكتوبر، حذر العلماء من خطر انهيار التيار المحيطي الشمالي (AMOC)، وهو نظام نقل حراري كبير يمكن أن يؤدي انهياره إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة بأوروبا.
رغم التحذيرات القاتمة، يؤكد الخبراء أن الوقت لم ينفد بعد لتجنب أسوأ السيناريوهات. وفقًا لمايكل مان، مدير مركز العلوم والاستدامة بجامعة بنسلفانيا، فإن خفض الانبعاثات الكربونية بشكل عاجل يمكن أن يحد من تأثيرات الأزمة. وأشار إلى أن “البشر يملكون القوة لتحديد مدى سوء الأزمة المناخية”.
كان عام 2024 عامًا فارقًا في إدراك مدى خطورة تغير المناخ. بينما تزداد الكوارث المناخية، يبقى الأمل معقودًا على استجابة جماعية عاجلة من الدول والمجتمعات للحد من الانبعاثات الكربونية وضمان مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة. الخيارات التي نتخذها الآن ستحدد مصير كوكبنا.