قبل نحو أسبوعين جلس الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمام نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على طاولة طويلة جدًا خلال زيارة الأول لبلد الأخير. هذا المشهد أثار جدلًا كبيرًا في المجتمع الدولي، وفسره البعض بأن بوتين ربما تعمّد ذلك لإرسال رسالة معينة، خاصة أن هذه الزيارة جاءت وسط توترات متصاعدة وحرب متوقعة بين روسيا وأوكرانيا.
انتشرت هذه الصور بسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن بعد ذلك تبيّن أن وراء كل هذا التباعد هو أن الرئيس الفرنسي رفض طلب الكرملين بإجراء اختبار كورونا عند وصوله، لمنع روسيا من الحصول على الحمض النووي لماكرون.
بعد أكثر من أسبوع بقليل، جاء دور المستشار الألماني أولاف شولتز لزيارة الكرملين، ورفض هو الآخر إجراء الاختبار.
الفحص الخاص باختبارات كورونا يمكن إجراؤه بأقل من 1 ملي من اللعاب، لكن داخل هذه الكمية الضئيلة توجد ملايين الخلايا البشرية، ومغلف داخل كل من هذه الخلايا مليارات الأزواج من الحمض النووي، وباستخدام التقنية الحديثة من الممكن اتباع تسلسل الجينوم بالكامل، ما ينتج عنه خريطة مفصلة للحمض النووي الخاص بكل شخص.
يحتوي الحمض النووي على التعليمات التي يحتاجها الشخص للبقاء والنمو، كما يمكن استخدامه في علم الطب الشرعي، لربط شخص ما بدليل ما.
من المتوقع بالتأكيد أن تتمكن الأجهزة الأمنية لروسيا من تحليل الحمض النووي لزعيم غربي للكشف عن معلومات سرية، ربما أطفال غير شرعيين سابقين، أو الجد الذي امتلك العبيد أو تعاون مع النازيين.
ويشير خبراء الأجهزة الاستخباراتية إلى أن علم الجينات سيكون يومًا ما إضافة مفيدة في صراعات القوى الدولية، كوسيلة مهمة في عالم الأمن القومي والتجسس الدولي الذي ينطوي على مخاطر عالية.
يقول الخبراء إن استخدامات التحليل الجيني لزعيم غربي يمكن أن تكشف عن نقاط ضعف محتملة في الصحة، وتكشف أيضًا عن احتمال الإصابة بمجموعة من الأمراض، مثل الزهايمر وأمراض القلب.
الأكثر إثارة للقلق هو أن البعض يخشى أن الدول المعادية أو الإرهابيين قد يستخدمون ذات يوم الحمض النووي لصنع سلاح بيولوجي مصمم لإيذاء أو قتل شخص معين، وهناك بالفعل مواد كيميائية مصممة لتلتصق بتسلسل جيني محدد.
هبة ويونيس وروبي.. لماذا تُسمى العواصف بأسماء البشر؟
