عادت قضية ترسيم الحدود السورية اللبنانية إلى الواجهة الدبلوماسية والأمنية بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي.
وأعلنت الحكومة السورية الجديدة نيتها تصحيح العلاقات مع لبنان، مؤكدة رغبتها في إقامة علاقات ثنائية على أساس احترام السيادة.
وفي المقابل، أعلن الرئيس اللبناني، جوزيف عون، استعداد بلاده لترسيم الحدود مع سوريا حالما تتخذ دمشق القرار بذلك، وصرح جوزيف عون بأن اللجنة اللبنانية جاهزة ويمكن إنشاء لجنتين، إحداهما للترسيم البحري والأخرى للبري.
تحديات أمنية وسياسية تواجه ترسيم الحدود السورية اللبنانية
يبدو الطريق نحو إنجاز ترسيم الحدود السورية اللبنانية ليس سهلاً، إذ تعترض هذه العملية مجموعة من العقبات المعقدة.
وتتمثل هذه العقبات في التهديدات الأمنية وتكرار الاشتباكات، وتداخل القرى، وكثرة المعابر غير النظامية، إلى جانب التعقيد الجغرافي للحدود البرية.
كما تضاف إلى ذلك الخلاف حول المنهجية المعتمدة في الترسيم البحري، وبشكل أوسع، تزيد التوغلات الإسرائيلية المتكررة داخل جنوب لبنان، واحتلال إسرائيل للجولان وانتهاكها للأراضي السورية، من تعقيد المشهد الأمني والسياسي للمنطقة.
وفي تحليل سياسي، أشار الباحث نضال السبع في مداخلة لقناة الإخبارية ببرنامج "هنا الرياض"، نهاية الأسبوع المنقضي، أن "حزب الله لا يناسبه موضوع ترسيم الحدود"، لافتًا إلى أن هذا كان جليًا في خلافهم مع النظام السابق حول منطقة كفر شوبا.
واقترح السبع أن الحل يبدأ من تلك المنطقة، إذ يجب أن يجتمع الجانبان السوري واللبناني لتحديد ما إذا كانت المنطقة لبنانية أو سورية، معتبرًا أن البداية بهذا المسار ستعالج جميع الحدود البرية والبحرية.
وأشار السبع أن سوريا لديها مطالب معينة للدخول في مسار ترسيم الحدود السورية اللبنانية.
وتأتي على رأس هذه المطالب مسألة الموقوفين في الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى تسليم رموز النظام السابق الذين ينشطون ويقيمون في لبنان.
وأضاف المحلل السياسي أنه "إذا لم تكن جادة بشأن هذه الملفات، فلا تستطيع أن تذهب بعيدًا في مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية".
وقال السبع إن ذلك يأتي في وقت أصبحت فيه المنطقة كلها مستباحة، حيث "يسرح ويمرح" الجيش الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية وداخل المناطق السورية.
وذكر نضال السبع أن القلق متزايد بشأن الحركة الإسرائيلية سواء في الجولان أو جنوب لبنان.
ويؤكد هذا القلق ما تحدث به وزير الخارجية اللبناني عن حصوله على معلومات من جهات دولية تفيد بأن "شيئًا كبيرًا يُحضَّر للبنان" من جانب إسرائيل.
وتتمثل أهداف حكومة نتنياهو في التوسع بمناطق مستهدفة ضمن عملية ترسيم الحدود.
ويظهر التصعيد الإقليمي في تصريحات المبعوث الأمريكي، توم باراك، الذي قال لرئيس الوزراء العراقي، مطلع الشهر الجاري، بضرورة أن "تضبط الحكومة العراقية نشاط الفصائل على أراضيها".
وحذر باراك من أن أمريكا لن تستطيع ضبط الأداء الإسرائيلي ومنعها من توجيه ضربة للعراق حال قيام الإسرائيليين بعملية تستهدف حزب الله.
"حزب الله يعطل ترسيم الحدود مع سوريا"
الباحث السياسي نضال السبع يذكر أبرز العقبات أمام ترسيم الحدود ويذكر دور الحزب وأهدافه من هذا التعطيل pic.twitter.com/1hDfQeNNNr
— هنا الرياض (@AlriyadhHere) December 13, 2025













