أفادت مصادر رسمية إسرائيلية بسقوط رائد سعد، الذي يُعد أحد أبرز قيادات حركة حماس، إثر ضربة جوية استهدفت قطاع غزة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المصادر أن طائرة مسيّرة نفذت، يوم السبت، هجومًا دقيقًا على سيارة كانت تسير في الجهة الغربية من مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل سعد، الذي يُنظر إليه بوصفه من القيادات العسكرية العليا في الحركة.
وبحسب تقارير محلية، وقع الاستهداف في محيط ساحة النابلسي غرب المدينة. وأكد مسؤولون لاحقًا أن الهجوم أدى إلى مقتله. ويُعد سعد عضوًا مؤثرًا في هيئة الأركان العامة لحماس، ويُصنف حاليًا كثاني أهم شخصية في هرم القيادة العسكرية للحركة بعد القائد عز الدين الحداد.
الاستهداف بضربة جوية
في بيان مشترك، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" أنهما نفذا عملية استهدفت ما وصفاه بـ"عنصر مركزي" في حركة حماس داخل مدينة غزة. وأوضح البيان أن المستهدف كان منخرطًا خلال الفترة الأخيرة في أنشطة تهدف إلى إعادة بناء القدرات العسكرية للحركة، بما في ذلك تصنيع وتأهيل الأسلحة، وفق تقديرات عسكرية إسرائيلية.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت خلال الأسابيع الماضية أكثر من فرصة لتنفيذ عملية اغتيال بحق سعد، الذي كان يقود جهود إعادة تنظيم وبناء القوة العسكرية لحماس في شمال قطاع غزة منذ سريان وقف إطلاق النار. إلا أن عدم توفر معلومات دقيقة عن مكان وجوده حال دون تنفيذ العملية في تلك المرات، إلى أن تمكنت الأجهزة الأمنية يوم السبت من تحديد موقعه بدرجة عالية من الدقة، ما أدى إلى تنفيذ ضربة جوية بطائرة مسيّرة استهدفته مباشرة.
وتوقعت مصادر مطلعة أن يقدم مسؤولو الدفاع الإسرائيليون تفسيرات لهذه العملية إلى نظرائهم في الولايات المتحدة، الذين أبدوا تحفظات سابقة إزاء مثل هذه الخطوات، من خلال عرضها باعتبارها ردًا مباشرًا على ما تقول إسرائيل إنها خروقات متكررة من جانب حماس لاتفاق وقف إطلاق النار. وتشمل هذه الخروقات، بحسب الرواية الإسرائيلية، حوادث حديثة تتعلق باقتراب أشخاص يُشتبه بانتمائهم للحركة من ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، الذي يفصل بين المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية وتلك التي تديرها حماس داخل القطاع.
من هو رائد سعد؟
يُعد رائد سعد، المولود عام 1972، من الأسماء البارزة في القيادة العسكرية لحماس، وكان مطلوبًا للجيش الإسرائيلي منذ سنوات. ويرى محللون ومسؤولون إسرائيليون محليون - بحسب يديعوت أحرونوت - أنه لعب دورًا محوريًا في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، كما يُنسب إليه إعداد ما يُعرف بوثيقة "جدار أريحا"، وهي خطة عملياتية شاملة جرى بموجبها حشد معظم القوة القتالية للحركة، المقدرة بنحو 40 ألف مقاتل، إلى جانب مختلف إمكاناتها العسكرية.
وتضمنت تلك الخطة، وفق ما نُقل، استخدام وحدات مشاة، وفرق هندسية، وكتائب مضادة للدبابات، ومنظومات دفاع جوي، إضافة إلى الطائرات المسيّرة، والمظلات الشراعية، والعناصر البحرية التابعة للحركة.
ويُعد سعد من قدامى كوادر ما يُطلق عليه داخل حماس "جيل 2005"، حيث بدأ نشاطه مبكرًا خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وتعرض لاحقًا لفترات اعتقال طويلة لدى السلطات الإسرائيلية والفلسطينية، كما شارك في مواجهات الانتفاضة الثانية. ويُنسب إلى هذا الجيل دور أساسي في نقل حماس من إطار حركة تعتمد على أساليب حرب العصابات إلى تنظيم عسكري أكثر هيكلة وتنظيمًا يركز على الصراع المباشر مع إسرائيل.
وكانت إسرائيل قد حاولت، في أكثر من مناسبة خلال الحرب، استهداف سعد دون أن تنجح في ذلك. وفي مارس 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي في تقرير أولي أنه ألقى القبض عليه خلال عملية نفذت في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، قبل أن يعود لاحقًا ويصحح تلك المعلومات، مؤكدًا أن سعد لم يكن قد اعتُقل آنذاك.
اقرأ أيضًا:
مسؤول بحماس: الفلسطينيون دفعوا ثمن 7 أكتوبر ومستعدون لتجميد أسلحتنا
محادثات اتفاق غزة في لحظة حرجة.. هل ستنهار الهدنة؟
إنفوجرافيك| من هو ياسر أبو شباب؟














