أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان، مساء الاثنين، أن القوات ستشرع فورًا في وقفٍ لإطلاق النار يستمر ثلاثة أشهر لأغراض إنسانية، وذلك في أعقاب تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي عزمه التدخل لوضع حد للصراع الذي دفع البلاد إلى حافة المجاعة.
وكانت الولايات المتحدة إلى جانب الإمارات ومصر والسعودية – في إطار مجموعة الرباعية – قد قدمت مطلع الشهر خطة تقضي بوقف مؤقت للقتال يعقبه بدء محادثات سياسية. ورغم أن قوات الدعم السريع وافقت في البداية على المبادرة، فإنها سرعان ما شنت غارات مكثفة بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع تابعة للجيش السوداني.
وجاء إعلان الإثنين بصيغة توحي بوقف أحادي لإطلاق النار، وذلك بعد يوم واحد من رفض القائد العام للجيش السوداني مقترحات الرباعية، وانتقاده وجود الإمارات ضمن الوسطاء، وسط اتهامات متكررة لها بتزويد الدعم السريع بالسلاح، وهي اتهامات تنفيها أبوظبي مؤكدة أنها تدفع نحو إنهاء الحرب.
وفي خطابه، قال الفريق أول محمد حمدان دقلو إن الخطوة تأتي تجاوبًا مع تحركات دولية، وعلى رأسها الجهود التي يقودها الرئيس الأمريكي، مؤكدًا أنه يأمر بوقف الأعمال القتالية طوال فترة الهدنة الإنسانية. مضيفًا أن دول الرباعية مطالَبة بالضغط على الجيش للالتزام بالمسار نفسه. وجاءت تصريحات دقلو في ظل موجة استنكار واسعة تطال قوات الدعم السريع بعد الهجمات التي نفذتها ضد المدنيين عقب سيطرتها على مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر، ما مكّنها من ترسيخ نفوذها في دارفور، قبل أن توسّع عملياتها لاحقًا باتجاه إقليم كردفان ضمن محاولاتها بسط السيطرة في البلاد.
من جهته، ندّد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس أركان الجيش السوداني، في خطاب الأحد بالمبادرة الأمريكية، معتبرًا أنها تهدف إلى إضعاف الجيش وترك المناطق التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع تحت نفوذها. وشدد قائلًا إن السودانيين لا يمكن أن يقبلوا بوجود ما وصفه بـ"المليشيا المتمردة" في أي تسوية مقبلة، كما نفى اتهامات أمريكية حول نفوذ تيارات إسلامية داخل حكومته.
وفي المقابل، اعتبرت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي، أن موقف البرهان الرافض للمقترح الأمريكي ولوقف إطلاق النار يعكس تعطيلًا متواصلًا للمساعي الرامية لإنهاء القتال.
ومنذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 بسبب خلافات تتعلق بعملية دمج القوتين، غرقت البلاد في مجاعة واسعة النطاق، وسقط عشرات الآلاف من المدنيين، خصوصًا في هجمات ذات طابع عرقي. كما وُجّهت إلى قوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب إبادة جماعية، بينما فرضت واشنطن عقوبات على كل من دقلو والبرهان.
اقرأ أيضًا:
"ترامب" يستجيب لطلب ولي العهد: "سننهي حرب السودان"
إنفوجرافيك| عائقان أمام السلام في السودان
لماذا لا يهدأ الصراع العسكري في السودان؟
