لماذا لا يهدأ الصراع العسكري في السودان؟

نوفمبر ٦, ٢٠٢٥

شارك المقال

لماذا لا يهدأ الصراع العسكري في السودان؟

تتفاقم الأزمة في السودان، حيث تجمع، وفقًا لخبراء، بين صراع عرقي وإثني عميق، وصراع مسلح مباشر بين الجيش الوطني وما تصفه الحكومة بالقوات المتمردة.

وتتزامن هذه التحليلات مع محاولات الحكومة استعادة زمام المبادرة بعودة الوزراء إلى الخرطوم، بالتزامن مع إعلان التعبئة العامة والاستنفار لمواصلة القتال.

جذور الصراع المزدوج في السودان

أوضحت الدكتورة هبة البشبيشي، الباحثة في الشؤون الأفريقية، في حديث لبرنامج “هنا الرياض” على قناة “الإخبارية”، أن هذا المزيج المعقد يلخص الصراعات النموذجية التي تعاني منها القارة الأفريقية.

وقالت إن أفريقيا اعتادت تاريخيا على هذين النوعين من الصراعات، لكن أزمة السودان الحالية تجمعهما معًا.

وأضافت أن هذه الصراعات تكون عادة إما صراعا إثنيًا يظهر فيه فصيل يطمح للانفصال عن جسد الدولة، وهو ما رأت أن قوات الدعم السريع تمثله حاليًا باستهدافها فصل إقليم دارفور.

وتابعت أن الصراع في السودان هو أيضا، وفي نفس الوقت، صراع بين قوات كانت في السابق يُعتد بها كجزء من المنظومة العسكرية للجيش، وبين الجيش الرسمي للدولة.

ويقدم هذا الجمع بين “التيمتين الرئيستين” في أفريقيا، بحسب البشبيشي، صورة مصغرة وملخصة لكنها شديدة التعقيد للصراعات في القارة.

 

وأشارت البشبيشي أن البعد العرقي في السودان ليس وليد اللحظة، بل هو ممتد في دارفور منذ أكثر من 20 عامًا.

ووصفت الصراع هناك بأنه بين عرقيات الرزيقات والمساليت وعرقيات أخرى، وبين الحكومة الوطنية في الخرطوم، وذلك حتى قبل تدخل أي قوى إقليمية أو دولية.

وشددت على أن إقليم دارفور “تم دمجه قسرًا” وضمه للسودان، وكانت هناك دائما مناداة بحكم ذاتي له، بل وفصله بالكامل عن الحكومة المركزية أثناء فترة حكم البشير، بسبب ما وصفته بالتعدي على أهل دارفور.

ورأت البشبيشي أن هذه الأحداث التاريخية لا يمكن إزالتها من الذاكرة إلا بمصالحة وطنية وخطوات معقدة للدمج الوطني، مشيرة أن ما يحدث في السودان يختلف عن نموذج رواندا، الذي كان صراعًا عرقيًا بحتًا بين الهوتو والتوتسي لم تتورط فيه قوات الجيش النظامي بشكل مباشر كما هو الحال اليوم.

 

التعبئة العامة ورسائل الحرب المتضاربة

ورغم هذا التعقيد الميداني، بدأت الحكومة السودانية مؤخرًا محاولات لإظهار عودة الحياة إلى طبيعتها، حيث بدأ الوزراء في أكتوبر الجاري العودة لممارسة مهامهم من العاصمة الخرطوم.

وفي غضون ذلك، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، التعبئة العامة والاستنفار رسميًا، بهدف معلن هو “القضاء على الدعم السريع”.

وأكد وزير الدفاع، حسن كبرون، أن استعدادات الجيش مستمرة لمواصلة القتال، معتبرا إياه “حقًا وطنيًا مشروعًا” لحماية الوطن واستعادة استقراره.

ومع ذلك، ترك مجلس الأمن والدفاع الباب مواربا أمام الحلول السلمية، موضحا ترحيبه بكافة جهود السلام ومبادراته.

ولم يمنع هذا الترحيب الرسمي تصاعد اللهجة العسكرية على الأرض، إذ شدد مساعد القائد العام للجيش، الفريق ياسر العطا، في خطاب له أمام قادة القوات المشتركة والمساندة، على أن “الجنجاويد” سيهربون من كردفان ودارفور كما فروا سابقًا من الخرطوم والجزيرة وسنار والنيل الأبيض، وفقًا لتصريحاته.

 

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech