الرياض وواشنطن.. شراكة أمنية تعيد رسم ملامح الشرق الأوسط

نوفمبر ١٧, ٢٠٢٥

شارك المقال

الرياض وواشنطن.. شراكة أمنية تعيد رسم ملامح الشرق الأوسط

قبل ساعات من الزيارة الرسمية التي يجريها ولي العهد السعودي إلى واشنطن غدًا، تعود إلى الواجهة ملامح الشراكة الأمنية العميقة بين الرياض وواشنطن، والتي تشكّل أحد الأعمدة الرئيسية في الاستقرار الإقليمي وجهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.

وتعتمد الولايات المتحدة والسعودية على تعاون وثيق لتعزيز الأمن الإقليمي، إذ تُعد المملكة شريكًا محوريًا في الجهود الدولية لمواجهة التنظيمات المتطرفة، وعضوًا مؤسسًا في التحالف العالمي ضد داعش. فمنذ المؤتمر الأول في جدة عام 2014، كثّفت الرياض إجراءاتها القانونية لملاحقة من يسهّلون الأنشطة الإرهابية أو يسافرون للقتال خارج البلاد، وأعلنت مرارًا رفضها القاطع لأفكار داعش، مؤكدة أنه يمثل “الخطر الأكبر على الإسلام”. كما تضطلع المملكة بدور أساسي في تجفيف مصادر تمويل التنظيم وتعزيز قدرات الدول الأعضاء على اكتشاف الشبكات المالية غير المشروعة عبر تبادل أوسع للمعلومات وإرساء آليات هيكلية تقيد حركة الأموال المشبوهة.

وفي نفس السياق، تعمل واشنطن مع الرياض ودول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز أمن الحدود والممرات البحرية، وتطوير منظومات الدفاع السيبراني، وتوسيع التعاون في مكافحة الإرهاب ونقل الأسلحة. وبفضل هذا التعاون، تمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من إحباط عدد كبير من الهجمات التي كانت تستهدف منشآت سعودية وأجنبية، إضافة إلى التصدي لمحاولات تهدد أمن المنطقة.

الدعم الأمني وتبادل الخبرات

تؤكد الولايات المتحدة التزامها المستمر بدعم القوات المسلحة السعودية عبر تزويدها بالمعدات والتدريب والخبرات اللازمة لمواجهة التهديدات الإرهابية والأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار. وتشمل أولويات العمل المشترك تحسين جاهزية وحدات العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب، وتطوير منظومات الدفاع الجوي والصاروخي، وتعزيز قدرات الأمن البحري وحماية المصالح الاستراتيجية.

ويمتد التعاون العسكري بين البلدين إلى صفقات تسليح ضخمة تزيد قيمتها على 129 مليار دولار ضمن برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية، بالإضافة إلى اتفاقية التحديث الدفاعي التي وُقعت في 2017 بقيمة 110 مليارات دولار. وأسهمت هذه المبادرة في إبرام عقود فعلية تجاوزت 30 مليار دولار حتى الآن، شملت أنظمة دفاعية متطورة مثل THAAD وPatriot، وطائرات F-15SA ومروحيات Apache وBlackhawk، وسفن قتالية وزوارق دورية، إلى جانب تطوير منظومات الإنذار المبكر وتجهيزات الحرس الوطني والقوات الجوية.

كما سمحت الولايات المتحدة منذ عام 2014 بتصدير معدات دفاعية إضافية عبر المبيعات التجارية المباشرة بقيمة تزيد عن 8.2 مليارات دولار، أبرزها المركبات العسكرية الثقيلة، والإلكترونيات الدفاعية، والذخائر، وأنظمة الإطلاق. وفي اليمن، يدعم التحالف بقيادة السعودية الحكومة الشرعية في مواجهة الهجمات الحوثية التي تستهدف المناطق المدنية. وتعمل واشنطن مع التحالف على تحسين آليات الحد من الخسائر المدنية، فيما تبنّت الرياض إجراءات لتعزيز دقة الاستهداف والتحقيق في الحوادث الميدانية واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة.

وتواصل القوات الأمريكية تقديم التدريب المتخصص للعسكريين السعوديين في مجالات قانون النزاعات المسلحة، وعمليات الاستهداف الجوي، وأساليب تقليل الأضرار الجانبية. ويُنتظر أن يسهم التدريب الثنائي والمتعدد الأطراف في المرحلة المقبلة في رفع كفاءة القوات السعودية في التعامل مع التهديدات المعقدة مع تعزيز حماية المدنيين.

اقرأ أيضًا:
قبل زيارة ولي العهد.. العلاقات السعودية الأمريكية شراكة راسخة منذ عقود
الأمن والذكاء الاصطناعي على طاولة اجتماع ولي العهد وترامب
ترامب يتوعد BBC.. دعوى قضائية محتملة وتعويض بمليارات الدولارات

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech