رسائل جديدة تربط ترامب بفضيحة إبستين.. والبيت الأبيض يرد

نوفمبر ١٢, ٢٠٢٥

شارك المقال

رسائل جديدة تربط ترامب بفضيحة إبستين.. والبيت الأبيض يرد

كشفت رسائل بريد إلكتروني جديدة عن فصل آخر في فضيحة رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المتورط في جرائم جنسية بحق فتيات قاصرات، بعد أن أظهرت إحدى الرسائل أن دونالد ترامب “كان يعرف عن الفتيات”، بحسب ما ورد في تسريبات حديثة.

الرسائل، التي تعود إلى عامي 2011 و2019، نُشرت من قبل أعضاء ديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، ما أثار موجة من الجدل السياسي والإعلامي، ودفع البيت الأبيض إلى الرد سريعًا واتهام الديمقراطيين بمحاولة تشويه سمعة الرئيس.

رسائل تكشف علاقات قديمة

تتضمن الوثائق المنشورة رسالة كتبها إبستين عام 2011 قال فيها إن ترامب “قضى ساعات” في منزله بصحبة إحدى الضحايا المرتبطات بقضية الاتجار بالجنس، وتثير هذه الإفصاحات تساؤلات جديدة حول طبيعة علاقة ترامب بجيفري إبستين، ومدى معرفته بأنشطته غير القانونية.

وعلى الرغم من نفي ترامب المستمر لأي علاقة له بجرائم إبستين، إلا أن ظهور هذه الرسائل أعاد الجدل القديم إلى الواجهة وأحيا الشكوك التي لاحقته منذ سنوات.

ضحية القضية.. جيوفري تؤكد براءة ترامب

تُظهر النسخة المنشورة من بريد إبستين لعام 2011 أن اسم الضحية قد تم حذفه، لكن الجمهوريين في اللجنة أكدوا لاحقًا أنها فيرجينيا جيوفري، التي لطالما كانت محورًا أساسيًا في قضية إبستين، ومن المثير في الأمر أن جيوفري نفسها، التي توفيت في وقت سابق هذا العام، كانت قد أكدت مرارًا أن ترامب لم يكن من بين الرجال الذين أساؤوا إليها.

وفي إفادة رسمية أمام المحكمة، قالت إنها لا تعتقد أن ترامب كان على علم بسلوك إبستين تجاه الفتيات القاصرات، مشيرة إلى أنها التقت به مرة واحدة فقط عندما كانت تعمل في منتجع مملوك للرئيس ترامب في فلوريدا، واصفة إياه بأنه “ودود” و”عرض عليها المساعدة في الحصول على وظيفة جليسة أطفال”.

موظفو إبستين يدعمون رواية ترامب

شهادات أخرى من موظفي منزل إبستين جاءت لتدعم تصريحات جيوفري، إذ أكد بعضهم في إفاداتهم تحت القسم أنهم لم يشاهدوا أي سلوك غير لائق من ترامب خلال زياراته لمنزل إبستين.

ورغم هذه الشهادات، فإن الجدل لم يتوقف، إذ يرى البعض أن مجرد تكرار اسم ترامب في مراسلات إبستين كافٍ لإثارة الشكوك حول علاقتهما.

البيت الأبيض: ترامب أنهى علاقته بإبستين

وفي أول رد رسمي، اتهمت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت الديمقراطيين بتسريب الرسائل بشكل انتقائي لتشويه صورة الرئيس، وقالت في بيان إن “الديمقراطيين يحاولون إنشاء رواية كاذبة لتلطيخ سمعة ترامب”.

وأوضحت ليفيت أن الشخص المشار إليه في الرسائل هي فيرجينيا جيوفري، التي نفت سابقًا أي تورط للرئيس في جرائم إبستين، وأضافت أن “هذه الرسائل لا تحمل أي دليل حقيقي على المخالفة، بل تُستخدم كأداة سياسية لإلهاء الرأي العام عن القضايا الجوهرية”.

وقالت ليفيت إن ترامب طرد جيفري إبستين من ناديه قبل عقود بسبب “تصرفه البغيض” تجاه الموظفات، مؤكدة أن العلاقة بينهما انقطعت منذ ذلك الوقت، وأضافت: “هذه القصص ليست سوى محاولات خبيثة لتشويه صورة الرئيس وصرف الانتباه عن إنجازاته التاريخية”.

كما شددت المتحدثة على أن جيوفري نفسها صرحت مرارًا بأن ترامب لم يتورط في أي أفعال مشينة، مشيرة إلى أن الديمقراطيين “يستغلون مأساة إنسانية لتحقيق مكاسب سياسية”.

خلفية القضية.. 23 ألف وثيقة مثيرة

تشكل هذه الرسائل جزءًا من مجموعة تضم أكثر من 23 ألف وثيقة قدمها ورثة إبستين إلى لجنة الرقابة، ويعيد هذا الكشف تسليط الضوء على العلاقة القديمة بين ترامب وإبستين، وهي علاقة خيّمت على المشهد السياسي الأمريكي منذ فترة رئاسة ترامب الأولى، خاصة بعد وفاة إبستين المفاجئة في السجن عام 2019 أثناء انتظار محاكمته بتهم فيدرالية تتعلق بالاتجار بالجنس.

وتشير الوثائق إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل كانا قد قررا في وقت سابق عدم إصدار مزيد من الملفات، ما خيّب آمال المحققين والصحافة الذين كانوا يتوقعون ظهور تفاصيل جديدة في القضية.

محتوى الرسائل يكشف إشارات لترامب

من بين الرسائل المنشورة، واحدة أرسلها إبستين عام 2019 إلى الصحفي الأمريكي مايكل وولف كتب فيها: “بالطبع كان ترامب يعرف عن الفتيات لأنه طلب من غيسلين التوقف”، وفي رسالة أخرى عام 2011 إلى صديقته غيسلين ماكسويل، كتب إبستين: “الكلب الذي لم ينبح هو ترامب… (اسم محذوف) قضى ساعات في منزلي معه، ولم يُذكر اسمه ولو مرة واحدة”.

وقد فُسرت هذه الرسائل على أنها تلميح إلى معرفة ترامب المسبقة بأنشطة إبستين، رغم أنه لم يُتهم أو يُثبت تورطه بأي شكل مباشر في جرائم الأخير.

إرث إبستين لا يزال يطارد الجميع

انتحر جيفري إبستين في أحد سجون نيويورك عام 2019 بينما كان بانتظار المحاكمة على خلفية اتهامات فيدرالية تتعلق بالاتجار بالقاصرات، أما شريكته السابقة غيسلين ماكسويل، فقد أدينت لاحقًا بتهم التآمر والمشاركة في جرائم الاتجار بالجنس، وتقضي حاليًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عامًا في تكساس.

ورغم وفاته، لا تزال آثار قضية إبستين تثير جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، إذ ارتبط اسمه بعدد من الشخصيات النافذة، ويبدو أن ترامب سيظل في قلب هذه الدوامة، مع استمرار صدور وثائق جديدة تربطه بالقضية.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

أبرز العقبات القانونية أمام ترامب في مقاضاة “بي بي سي”

الإغلاق الحكومي الأمريكي ينتهي لكن الديون الضخمة باقية

واشنطن تؤسّس وجودًا عسكريًا في دمشق

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech