من “نسك” إلى “الدرون”.. تكامل حكومي شامل لتجربة حج ميسّرة وآمنة

نوفمبر ١٠, ٢٠٢٥

شارك المقال

من “نسك” إلى “الدرون”.. تكامل حكومي شامل لتجربة حج ميسّرة وآمنة

استعرض عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين خلال مؤتمر ومعرض الحج، أبرز الجهود والمشروعات التطويرية الخاصة بخدمة ضيوف الرحمن وتحسين تجربة الحج والعمرة.

من جنبه، قال وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة إن بطاقة “نسك” تتميز بخصائص أمنية عالية الجودة، وتُعد بطاقة تعريفية موحدة تساعد في التمييز بين الحجاج النظاميين وغير النظاميين. وأوضح أن البطاقة تمثل عملًا تكامليًا بين مختلف القطاعات، منها القطاع الصحي والبلدي، مشيرًا إلى أن الحرم لن يُسمح بدخوله إلا لحاملي البطاقة، التي تتوفر أيضًا بنسخة إلكترونية لتسهيل التحقق من هوية الحاج.

وأضاف الربيعة أن منصة “نسك” جاءت لتنظيم العلاقة بين الدول ومقدمي الخدمات، وتيسير رحلة الحجاج منذ مراحل التخطيط وحتى التنفيذ، موضحًا أنها تُعد البوابة الرسمية للتعامل مع الحجاج من حيث المواعيد والتعاقدات. مشيرًا إلى أن متوسط بقاء الحجاج عادة يتراوح بين 28 يومًا إلى شهر، وأن الوزارة تعمل على إثراء تجربة ضيوف الرحمن من خلال تطوير 71 موقعًا تاريخيًا بالتعاون مع هيئة أمانة مكة المكرمة وهيئة تطوير المدينة المنورة وهيئتي التراث والسياحة، في إطار لجنة خاصة لتطوير هذه المواقع.

وأوضح الوزير أن برنامج خدمة ضيوف الرحمن ركّز على تسهيل رحلة الحاج من لحظة القدوم وحتى المغادرة، عبر تبسيط الإجراءات وتحسين جودة الخدمات المقدمة، مشيرًا إلى أن التوقعات تشير إلى استقبال من 11 إلى 12 مليون حاج ومعتمر هذا العام.

إثراء تجربة ضيوف الرحمن

من جانبه، أوضح وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل أن الوزارة عملت على تطوير البنية العمرانية في المشاعر المقدسة لإثراء تجربة الزائر، مشيرًا إلى أن زوار المدينة المنورة اليوم يعيشون تجربة متكاملة التفاصيل لم تكن متاحة قبل عشر سنوات.

أما وزير الصحة فهد الجلاجل، فأكد أن صحة الحاج فوق كل اعتبار، مشيرًا إلى أن موسم الحج الماضي كان الأفضل صحيًا منذ عام 2009 بفضل تطبيق مبدأ الوقاية المبكرة، وتفعيل التوكيل في بعض المناسك مثل رمي الجمرات للحجاج الذين تظهر عليهم علامات الإجهاد. وروى الجلاجل قصة أحد الحجاج في العشرينيات من عمره تعرض لجلطة قلبية خلال موسم الحج الماضي، حيث جرى التعامل معه في مدينة الملك عبد الله الطبية، وتعافى خلال 24 ساعة واستكمل مناسكه، مشيرًا إلى أن الأطباء يتابعون العلامات الحيوية للحجاج بدقة، ويكتشفون تدهور الحالات الصحية قبل أن يشعر بها الحاج نفسه.

وأضاف الوزير أن هيئة الصحة العامة لدراسة الأوبئة الدولية تتابع سنويًا مختلف المخاطر البيئية والصحية لتحديد الاشتراطات واللقاحات المناسبة لكل دولة، مؤكدًا أن مسؤولية المنظومة الصحية تنتهي عند عودة الحجاج إلى أوطانهم بصحة وسلامة. كما أشار إلى أن الملك عبد العزيز أصدر عام 1925 توجيهًا بأن ترافق كل بعثة حج بعثة طبية مقيمة، لافتًا إلى أن عدد الأطباء آنذاك بلغ نحو 30 ألفًا رغم ندرتهم في ذلك الوقت.

بدوره، شدد نائب وزير النقل والخدمات اللوجستية الدكتور رميح الرميح على أن الحج يعني في جوهره “نقل وتنقّل”، موضحًا أن منظومة النقل تعمل وفق خطط محكمة لضمان حركة سلسة وآمنة للحجاج منذ وصولهم وحتى انتهاء المناسك. وكشف أن الوزارة استخدمت خلال موسم الحج الماضي الطائرات المسيّرة (الدرون) لنقل الدم في خمس دقائق بدلًا من ساعتين إلى ثلاث، ما يعكس تطور الخدمات التقنية في منظومة النقل.

أما مدير عام الجوازات المكلف اللواء الدكتور صالح المربع فأوضح أن الجوازات تتعاون مع الأجهزة الأمنية من خلال غرف عمليات مشتركة في المشاعر المقدسة، مشيرًا إلى أن مبادرة “طريق مكة” تُعد نموذجًا ناجحًا لتسهيل إجراءات الحجاج، واستفاد منها حتى الآن 1.5 مليون حاج من تسع دول، مع خطط لزيادة عدد المستفيدين خلال المواسم المقبلة.


اقرأ أيضًا:
وزارة الصحة تحدّث اشتراطات موسم حج 1446
بالأرقام.. كيف تستعد وزارة الحج لموسم 1447 قبل 8 أشهر من انطلاقه؟
إنفوجرافيك| عدد المعتمرين يتجاوز 15 مليونًا في 3 أشهر

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech