قال مسؤولون أميركيون، اليوم الخميس، إن كازاخستان تستعد للإعلان عن انضمامها إلى اتفاقيات إبراهيم خلال اجتماع مرتقب بين الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف والرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في خطوة من شأنها أن تمنح الاتفاقيات دفعة جديدة بعد فترة من الجمود السياسي في المنطقة.
وبحسب المصادر التي تحدثت إلى وكالة “أكسيوس”، فإن الإعلان المتوقع يأتي تتويجًا لاتصالات دبلوماسية جرت خلال الأسابيع الماضية بين واشنطن ونورسلطان، عبّر فيها توكاييف عن رغبة بلاده في أن تكون جزءًا من الإطار الذي تقوده الولايات المتحدة لتعزيز التعاون بين إسرائيل ودول العالم العربي والإسلامي.
العلاقات بين كازاخستان وإسرائيل
تربط كازاخستان وإسرائيل علاقات دبلوماسية كاملة منذ عام 1992، وتشهد علاقاتهما التجارية والتقنية نموًا مستمرًا، غير أن انضمام كازاخستان إلى اتفاقيات إبراهيم يُعد أول خطوة من نوعها لدولة من آسيا الوسطى ذات غالبية مسلمة، ما يمنح المبادرة الأميركية بعدًا جغرافيًا جديدًا خارج الشرق الأوسط التقليدي. وقال مسؤول أميركي إن الإعلان سيُنظر إليه باعتباره رسالة دعم لمفهوم السلام والتطبيع الذي تمثله الاتفاقيات، خصوصًا في ظل العزلة الدبلوماسية التي تواجهها إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة، مشيرًا إلى أن واشنطن ترى في انضمام دول إسلامية جديدة وسيلة لإعادة بناء جسور التواصل وإحياء فكرة التعاون الإقليمي.
ومن المتوقع أن يتضمن اللقاء بين ترامب وتوكاييف اتصالًا هاتفيًا مشتركًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلان رسميًا عن الخطوة، على أن يجري لاحقًا التحضير لمراسم توقيع في البيت الأبيض بمشاركة قادة الدول المعنية. وتأتي الزيارة في إطار قمة تجمع الرئيس الأميركي بخمسة من قادة دول آسيا الوسطى، حيث تسعى واشنطن إلى توثيق علاقاتها مع هذه الدول في ظل التنافس المتزايد مع الصين وروسيا على النفوذ في المنطقة.
دعم لموقع كازاخستان الدولي
على في الجانب الكازاخي، تنظر نورسلطان إلى الخطوة باعتبارها فرصة لتعزيز موقعها الدولي وكسب دعم سياسي من الولايات المتحدة، خاصة أنها وقّعت بالتزامن اتفاقًا مع واشنطن حول تطوير قطاع المعادن الحيوية، الذي يشكل مجالًا استراتيجيًا متزايد الأهمية عالميًا. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية إن البيت الأبيض يأمل أن يكون إعلان كازاخستان بداية لمرحلة جديدة من الزخم حول اتفاقيات إبراهيم، تمهيدًا لتوسيعها لتشمل ملفات التعاون الاقتصادي والتسامح الديني، وليس التطبيع السياسي فحسب.
وتسعى إدارة ترامب إلى استثمار هذا الزخم قبل الزيارة المقررة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن في 18 نوفمبر الجاري، حيث يعتبر ترامب انضمام المملكة إلى الاتفاقيات هدفًا استراتيجيًا طويل الأمد. ورغم إشادة ترامب خلال مؤتمر اقتصادي في ميامي هذا الأسبوع بالسفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر، وتأكيده رغبته في انضمام الرياض إلى الاتفاقيات، يقول مسؤولون أميركيون إن تحقيق اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل ما زال أمرًا صعبًا في الوقت الراهن بسبب التعقيدات الإقليمية المرتبطة بالحرب في غزة.
اقرأ أيضًا:
الأمير تركي الفيصل عن “نتنياهو”: لا تطبيع مع مجرم
ماذا قالت إيران عن التطبيع مع إسرائيل والاقتراح النووي الأمريكي؟
إنفوجرافيك| كلمة دونالد ترامب في القمة الخليجية الأمريكية











