logo alelm
اجتماع ترامب وزيلينسكي.. صراخ وضغوط لإقناع كييف بالتنازل

كشف مسؤولون أوروبيون، اليوم الاثنين، تفاصيل اجتماع ترامب وزيلينسكي الذي عقد في البيت الأبيض يوم الجمعة، ووصفوه بالمرير، حيث تحول غداء العمل إلى مواجهة متوترة ضغط خلالها الرئيس الأمريكي بقوة على نظيره الأوكراني لتقديم تنازلات إقليمية لروسيا لإنهاء الحرب.

ويمثل هذا اللقاء تحولًا جديدًا في نهج ترامب تجاه الصراع، خاصة وأنه يأتي في وقت يستعد فيه لعقد قمة جديدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الأوروبية.

ضغوط وصراخ في اجتماع ترامب وزيلينسكي

أفادت مصادر مطلعة بأن اجتماع ترامب وزيلينسكي شهد توترًا حادًا، حيث رفع الرئيس الأمريكي صوته و”أقسم طوال الوقت”، مصرًا على أن تقبل أوكرانيا بشروط فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، ومحذرًا من أن الزعيم الروسي “سيدمر” أوكرانيا إذا لم توافق.

ووفقًا لتقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز”، وصل الانفعال بترامب إلى حد أنه “ألقى بخرائط خطوط الجبهة في أوكرانيا جانبًا”، والتي أحضرها الوفد الأوكراني على أمل إقناع الإدارة الأمريكية بتوسيع الدعم العسكري.

ويبدو أن موقف ترامب الحاد تأثر بشكل مباشر بمكالمة هاتفية أجراها مع بوتين عشية اللقاء، حيث اقترح الرئيس الروسي خطة تتنازل بموجبها أوكرانيا عن منطقة دونباس الشرقية بأكملها مقابل أجزاء من منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين اللتين تسيطر عليهما روسيا حاليًا.

وردد ترامب خلال اجتماع ترامب وزيلينسكي نفس النقاط التي طرحها الزعيم الروسي، وأصر على ضرورة أن تتخلى كييف عن مساحات شاسعة من أراضيها، وهو ما تعتبره أوكرانيا ذا أهمية استراتيجية قصوى.

ووصل الرئيس زيلينسكي إلى واشنطن على أمل تأمين صواريخ توماهوك كروز الأمريكية بعيدة المدى، لكنه غادر خالي الوفاض بعد أن أوضح له ترامب بشكل “مباشر وصريح” أنه لن يحصل عليها في الوقت الحالي.

وأشارت مصادر أمريكية أن ترامب يعتقد أن أوكرانيا تسعى لتصعيد الصراع وإطالة أمده، ويشعر بالقلق من الخسائر المحتملة خلال فصل الشتاء القارس القادم.

وفي المقابل، قلل مصدر أوكراني من حدة التقارير، واصفًا اجتماع ترامب وزيلينسكي بأنه “متوتر” ولكن “لم يكن هناك صراخ”، معتبرًا أنه كان بنّاءً في مجمله لأنه انتهى بدعوة ترامب العلنية إلى وقف إطلاق النار على خطوط الجبهة الحالية.

غضب أوروبي من قمة بودابست المرتقبة

وفي سياق متصل، أثار إعلان ترامب عن نيته لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قريبًا في بودابست، عاصمة المجر، ردود فعل غاضبة من المسؤولين الأوروبيين.

وتعد هذه الزيارة، في حال حدوثها، الأولى لبوتين إلى دولة في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا، وتأتي في وقت يواجه فيه مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وهي المحكمة التي أعلنت المجر نيتها الانسحاب منها.

ووصف وزير خارجية ليتوانيا، كيستوتيس بودريس، الأمر بحدة قائلًا: “المكان الوحيد لبوتين في أوروبا هو لاهاي، أمام المحكمة، وليس في أي من عواصمنا”.

كما عبرت وزيرة خارجية فنلندا، إيلينا فالتونين، عن استيائها بالقول إنه “من الواضح أنه داخل منطقة الاتحاد الأوروبي، لا ينبغي الترحيب بمجرم حرب مثل بوتين”، ومن جانبها، وصفت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأمر بأنه “ليس لطيفًا”.

وعلى الرغم من الأجواء المشحونة التي سادت اجتماع ترامب وزيلينسكي، سعى الرئيس الأوكراني إلى تصوير اللقاء على أنه ناجح، ووصف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي المحادثة بأنها “مهمة” ونتائجها “يمكن أن تساعد حقًا في تقريب نهاية هذه الحرب”.

كما صرح للصحفيين بأن رسالة ترامب، التي انتهت بالدعوة إلى وقف إطلاق النار، كانت “إيجابية” من وجهة نظره، لأنها تعني “أننا نقف حيث نقف على خط المواجهة”.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| القضايا التي تلاحق بنيامين نتنياهو

المقالة التالية

ما سر الأضواء الغامضة التي تظهر أحيانًا على القمر؟