أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرات شديدة اللهجة تجاه حماس قائلًا إن قتل الناس في غزة “لم يكن جزءًا من الاتفاق”، مؤكدًا في تهديد صريح أنه “إذا استمر قتل الناس في غزة فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم”.
وكرر ترامب، في منشور على منصته “تروث سوشيال”، تحذيره من أن صبره محدود تجاه أعمال العنف الداخلي في غزة، وقال أيضًا إن حركته ستدفع إلى نزع سلاح تلك المجموعات بسرعة وربما بعنف إذا لم تفعل ذلك بنفسها.
وفي مرات سابقة تحدث ترامب عن معارك داخلية وصفها بأنها استهدفت “عصابتين شريرتين للغاية” أسفرت عن سقوط قتلى من صفوفهما، وأقرّ أنه لم ينزعج كثيرًا في البداية، لكنه عاد ليؤكد أن استمرار إراقة الدماء سيدفع نحو خطوات أكثر حدة. ولم يوضح الرئيس الجمهوري كيفية تنفيذ تهديداته عمليًا، ولم يصدر توضيح رسمي فوري من مؤسسات حكومية أميركية.
من جانبها، خرجت حركة حماس بردّ حازم على ما وصفته محاولات الضغط والتهديد، مؤكدة رفضها لأي شكل من أشكال الوصاية عليها، ومشددة على أن إبقاء الأسرى في السجون سيبقي الحرب مشتعلة مع إسرائيل، في تكرار لموقفها بأن ملف الأسرى والجثث مُحكَم بأدوات حساسة تُبقي التوتر قائمًا.
وفي تل أبيب، عكست تقارير هيئة البث الإسرائيلية تشديدًا إسرائيليا واضحًا على ربط ملف المساعدات الإنسانية ومسارات التسهيل بملف جثث الرهائن، إذ نقلت الهيئة أن إسرائيل منحت الوسطاء فرصة للضغط على حماس بشأن جثث الرهائن، لكنها أبلغت الحركة أيضًا بأنها قد تمنع دخول المساعدات أو تتخذ خطوات عقابية بسبب مسألة جثث الرهائن. وأشارت هذه التصريحات إلى أن إسرائيل تلوح بقطع أو تقييد المساعدات كأداة ضغط في حال لم تتقدم عملية إعادة الجثث.
وعلى صعيد الاتصالات الدولية، أفادت شبكة “أكسيوس” بأن الولايات المتحدة أوضحت لإسرائيل اهتمامها بمواصلة تنفيذ اتفاق غزة رغم التوترات، وأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي تواصل مع بريت ويتكوف وجاريد كوشنر بشأن ملف جثث الرهائن، في محاولة لإيجاد لغة تفاهم مع واشنطن حول كيفية التعامل مع القضية الحساسة. وبالمقابل قال وزير خارجية إسرائيل إن بلاده تعلم أن حماس تمتلك القدرة على إعادة كل جثث القتلى لكنها لا تريد ذلك، وهو اتهام يضاعف الضغط السياسي على الحركة.
وعلى الأرض في غزة، سلطت التطورات الضوء أيضًا على هشاشة الأمن الداخلي. حافظت الشرطة التابعة لحماس طيلة 18 عامًا على مستوى عالٍ من الأمن العام بعد سيطرة الحركة على القطاع، وشنت خلال تلك الفترة حملات قمع ضد المعارضة، لكن دورها تراجع بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة إثر تقدم القوات الإسرائيلية واستهدافها لميليشيات حماس الأمنية. هذا الفراغ الأمني تربّصت به عناصر محلية وعصابات مسلحة – بما في ذلك فصائل معارضة ومدعومة من جهات خارجية – لتتدخل وتسعى لملء الساحة، وتتهم كثير من هذه الجماعات بالانخراط في سرقة المساعدات الإنسانية وبيعها لتحقيق أرباح شخصية، ما ساهم بحسب تقارير في تفاقم أزمة الغذاء والمجاعة داخل القطاع.
وتتقاطع تلك التصريحات مع بنود خطة وقف إطلاق النار المقترحة التي طرحتها إدارة ترامب، والتي نصت على تسليم جميع الأسرى – أحياءً وأمواتًا – بحلول موعد نهائي انقضى يوم الاثنين. وبموجب الاتفاق، حال عدم تسليمهم، كان مطلوبًا من حماس مشاركة المعلومات المتعلقة بالأسرى القتلى والسعي لتسليم رفاتهم في أقرب وقت ممكن. لكن مع مرور الموعد النهائي لا تبدو الأمور قد حسمت، إذ أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم استعداد بلاده للتنازل، ومطالبته حماس بتنفيذ المتطلبات المنصوص عليها بشأن إعادة جثث الأسرى.
في المقابل، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان إنها احترمت شروط وقف إطلاق النار وسلمت رفات الرهائن الذين تمكنت من الوصول إليهم، في محاولة للرد على الاتهامات الإسرائيلية والتأكيد على التزام جزئي ببنود الاتفاق.