لقى المرشح للانتخابات البرلمانية العراقية وعضو مجلس محافظة بغداد، النائب صفاء المشهداني، فجر اليوم الأربعاء، مصرعه في أحد شوارع الطارمية شمال العاصمة العراقية إثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعه في سيارته، ليُعيد إلى الواجهة شبح الاغتيالات الذي طالما خيّم على المشهد الانتخابي في البلاد.
وبحسب مصدر أمني، فإن الحادثة التي هزّت الأوساط السياسية، أسفرت أيضًا عن إصابة ثلاثة من أفراد حمايته بجروح خطيرة. وأوضح المصدر أن الانفجار وقع قرابة فجر الأربعاء، في منطقة تبعد نحو 40 كيلومترًا شمال العاصمة العراقية، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية فتحت تحقيقًا عاجلًا في الحادث. ويُعد اغتيال صفاء المشهداني أول حادث سياسي دموي يُسجّل مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة في 11 نوفمبر المقبل، ما أثار قلق القوى السياسية بشأن أمن المرشحين وسلامة العملية الانتخابية.
كان صفاء المشهداني أحد أبرز مرشحي تحالف السيادة، أكبر تكتل سياسي سُني في العراق، الذي يمتلك 63 مقعدًا في البرلمان، ويقوده خميس الخنجر ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني. وقد عرف عن صفاء المشهداني مواقفه الحادة من المجموعات المسلحة، وانتقاده العلني لاستمرار تهجير سكان جرف الصخر ومنع عودتهم إلى منازلهم، وهي مواقف أكسبته تقديرًا واسعًا في منطقته، لكنها في الوقت ذاته جعلته هدفُا محتملًا لقوى تتقاطع مع توجهاته.
وفي أول رد فعل، أصدر تحالف السيادة بيانًا وصف فيه اغتيال صفاء المشهداني بأنه “جريمة جبانة تهدف إلى إسكات صوت وطني شجاع”. وأضاف البيان أن “الشهيد صفاء المشهداني كان مثالًا للنزاهة والالتزام الوطني، دافع عن قضايا أبناء بغداد والطارمية، وواجه الإرهاب والسلاح المنفلت بثبات وشجاعة”. وطالب التحالف الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياتها الأمنية، وفتح تحقيق فوري وشفاف لكشف منفذي الجريمة وتقديمهم للعدالة، مؤكدًا أن استمرار استهداف المرشحين يهدد نزاهة الانتخابات ويقوض ثقة المواطنين بالعملية السياسية.
ويرى مراقبون أن اغتيال صفاء المشهداني يحمل أبعادًا سياسية تتجاوز شخصه، إذ يعكس هشاشة الوضع الأمني وتنامي التوتر بين القوى المتنافسة مع اقتراب موعد التصويت. ويخشى كثيرون أن يشكّل الحادث مقدمة لموجة جديدة من العنف الانتخابي، خصوصًا في المناطق التي تشهد نشاطًا للجماعات المسلحة. وبينما ما زال الغموض يلف الجهة المنفذة، ينتظر الشارع العراقي نتائج التحقيقات الرسمية، في وقت يسود الحزن بين أنصار صفاء المشهداني الذين يرون في اغتياله خسارة لقامة سياسية كرّست حضورها لخدمة الناس ومواجهة التطرف.
اقرأ أيضًا:
إيران تستهدف قواعد أمريكية في قطر والعراق
جماعات مسلحة بدعم إيراني تستعد لنزع سلاحها في العراق.. ما القصة؟
هل تقبل الولايات المتحدة ضم “الحشد الشعبي” للجيش العراقي؟