أنجزت صباح اليوم الاثنين عملية تسليم الرهائن الإسرائيليين العشرين الذين كانوا على قيد الحياة، بموجب اتفاق سلام في غزة رعته الإدارة الأمريكية، لتطوي بذلك صفحة من فصول الحرب التي امتدت لأكثر من عامين.
وتزامن هذا التطور مع إعلان رئيس لوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو انتهاء الحرب، وفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، تتويجًا لمفاوضات شاقة توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وجرت عملية الإفراج على دفعتين؛ حيث سلمت حركة حماس المجموعة الأولى المكونة من سبعة رهائن إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر قرابة الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، والتي بدورها نقلتهم إلى القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة.
وبعدها بساعتين، أُفرج عن الرهائن الثلاثة عشر المتبقين، في عملية سبقتها لفتة من حماس التي أتاحت لهم إجراء مكالمات مرئية مع عائلاتهم، وطلبت من الأخيرة نشرها في وسائل الإعلام الإسرائيلية، قبل أن يُنقل جميع المفرج عنهم إلى قاعدة عسكرية ومنها إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية والالتقاء بذويهم.
وتكشف المعلومات الواردة أن الرهائن قضوا معظم فترة احتجازهم التي دامت لأكثر من عامين في أنفاق تحت الأرض.
يتزامن إتمام صفقة تسليم الرهائن مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الأراضي المحتلة في مستهل جولة شرق أوسطية تهدف لتثبيت خطته للسلام.
ومن المقرر أن يلقي ترامب كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، صرح بأن رسالته فيها ستكون “الحب والسلام إلى الأبد”.
ووصف ترامب في مقابلة مع موقع “أكسيوس” الاتفاق بأنه “قد يكون أكبر شيء شاركت فيه على الإطلاق”، رابطًا نجاحه بقراره السابق بشن هجوم على منشآت إيران النووية، الأمر الذي أضعف داعمي حماس، حسب قوله، ودفع الدول العربية والإسلامية للتوحد خلف الصفقة.
وفي المقابل، نص الاتفاق على أن تفرج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1700 فلسطيني آخرين اعتقلهم جيش الاحتلال في غزة بعد السابع من أكتوبر، غير أن إسرائيل رفضت الإفراج عن عناصر حماس الذين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر، إلى جانب رفضها إطلاق سراح شخصيات تعتبرها رمزية، مثل القائد العسكري في حماس إبراهيم حامد، والقيادي الفتحاوي البارز مروان البرغوثي.
ويبقى ملف الرهائن المتوفين مفتوحًا، حيث يلزم الاتفاق حماس باستعادة جثامين 28 رهينة، بينهم أمريكيان، وتدعي الحركة أنها لا تعرف الموقع الدقيق لجميع الجثامين، مرجعة ذلك لمقتل الحراس في بعض الحالات أو دفن الجثث تحت الأنقاض.
ولذلك، تم تشكيل فريق عمل دولي متعدد الجنسيات لتولي مهمة تبادل المعلومات وإجراء عمليات البحث داخل القطاع، ويؤكد هذا البند أن عملية تسليم الرهائن الأحياء هي خطوة أولى ضمن اتفاق أوسع.