تواجه محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإحراز تقدم في ملف السلام بين روسيا وأوكرانيا تحديات متزايدة، فمنذ لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الشهر الماضي، لم يُظهر الكرملين أي اهتمام جدّي بالمضي قدمًا في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا، وهي المبادرة التي سعى ترامب للدفع بها ضمن جهوده الدبلوماسية.
وفي تصعيد جديد مؤخرًا، هاجمت روسيا مؤخرًا شركة أميركية تعمل في أوكرانيا، وواصلت قصفها لمناطق مدنية. كما أرسلت موسكو طائرات مسيّرة إلى المجال الجوي البولندي في انتهاك غير مسبوق على ما يبدو ، ما دفع حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى التعبير عن مخاوفه من احتمال انزلاق الحرب إلى مواجهة أوسع.
وأظهر تقرير نشرته شبكة CNN، حالة من الغضب والاستياء بين أعضاء الحزب الجمهوري حول تعامل ترامب مع الرئيس الروسي، فبعد عامين من التعامل الودّي معه، لم تحقق محاولات الضغط الناعمة لدفعه نحو موقف أكثر صرامة أي نتائج تذكر، وهو ما دفعهم لتحذيره من أن الإصرار على مسار تفاوضي غير واقعي قد يغير صورته القيادية ويجعله يبدو في موقف ضعيف.
وبالرغم من أن ترامب قد عبّر سابقًا عن شكوكه في نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متسائلًا ما إذا كان الأخير “يستغله”، إلا أنه لم يتخذ خطوات ملموسة لدعم هذا القلق، حيث تجاوز بوتين مرارًا المهلة الرمزية التي منحها له ترامب دون أن يتبعها بإجراءات فعلية.
وفي ظل هذا التردد، تولّى الجمهوريون في تصريحات عديدة لهم مهمة الإيحاء بأن بوتين ربما يتلاعب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أعرب عدد من أعضاء الحزب الجمهوري عن قلقهم من الطريقة التي يتمسك ترامب بها في التعامل مع الرئيس الروسي.
ومن جانبها قالت السيناتور جوني إرنست عن ولاية آيوا، ” يريد الرئيس ترامب التأكد من أنه يُتيح كل فرصة للسلام لحل هذه الحرب. لكن بوتين يتلاعب به الآن، وأعتقد أن الرئيس يُدرك ذلك”. وفي تصريح مماثل، قال السيناتور الجمهوري عن ولاية كارولاينا الشمالية “أعتقد أن روسيا تتلاعب بنا إنها تتلاعب بنا حقًا كالبيانو الآن”، مؤكدًا في الوقت ذاته أن ترامب “لم يكن ساذجًا”.
كما أشار السيناتور روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ عن ولاية ميسيسيبي، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتجاوب بجدية مع مبادرات ترامب، مؤكدا أنه ترامب منح فلاديمير بوتين كل الفرص، لكن الأخير سخر من عملية السلام وتلاعب بمحادثات السلام – وفقًا لوصفه.
كما قال وزير الخزانة السابق سكوت بيسنت، إن الاجتماع الذي عقده ترامب مع بوتين في ألاسكا لم يُحقق النتائج المرجوّة، مضيفً في تصريح لقناة فوكس نيوز الإسبوع الماضي “منذ الاجتماع التاريخي في أنكوريج… خالف الرئيس بوتين ما أشار إلى رغبته في فعله”.
ولا تقف حالة الاستياء والانتقاد لسياسة ترامب في التعامل مع بوتين خلال الفترة الماضية عند أعضاء الحزب الجمهوري فقط بل امتد الأمر إلى بعض قادة العالم، ففي أواخر أغسطس صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن عدم موافقة بوتين على عقد اجتماع مع أوكرانيا يعني أن بوتين قد تلاعب بالرئيس ترامب مرة أخرى.
كما وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، تحذيرًا لأولئك الذين يروّجون لفكرة التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، مؤكدًا على ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الكرملين مضيفًا “يجب ألا نكون ساذجين”.
وأعادت السيناتور الجمهورية جوني إرنست، هذا الأسبوع تأكيد ما كانت قد صرّحت به في يوليو الماضي، حين قالت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يتلاعب بالولايات المتحدة، والرئيس ترامب يُدرك ذلك”، وفي تصريحاتها السابقة، أكدت أن ترامب دائمًا ما يريد إعطاء فرصة للسلام، لكنها شددت في المقابل على أن بوتين لا يتعاون.
رغم فرض ترامب رسومًا جمركية على الهند بسبب شرائها النفط الروسي وتلميحه إلى عقوبات إضافية على موسكو، إلا أنه تجاهل إلى حد كبير جهود الكونغرس بقيادة السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام لفرض عقوبات أشد، رغم دعمها من الحزبين.
اقرأ أيضًا:
ترامب يعلق على إسقاط المسيرات الروسية في بولندا
بوتين يحذر من نشر قوات عسكرية غربية في أوكرانيا: ستكون أهدافًا مشروعة
بوتين عن إنهاء حرب أوكرانيا : “نورًا في نهاية النفق” بفضل الجهود الأميركية