logo alelm
هل حقًا تجاوز نتنياهو ترامب في قرار قصف الدوحة؟

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة لا تصب في صالح لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة، معبرًا عن شعوره بالاستياء العميق تجاه مكان الضربة وتوقيتها.

وقال ترامب في منشور عبر منصته “تروث سوشيال” يوم الثلاثاء إن الجيش الأمريكي أبلغه بأن إسرائيل باشرت قصفًا في قطر ضد أهداف تابعة لحماس، لكنه أوضح أن الإخطار جاء متأخرًا ولم يكن هناك وقت كافٍ للتدخل لوقف العملية. وشدد ترامب على أن القرار صدر مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وليس من جانبه هو، مضيفًا أن قطر تعتبر بالنسبة له “شريكًا موثوقًا وصديقًا مقربًا”.

الموقف الأمريكي والقطري

أفادت حركة حماس بأن ستة أشخاص قضوا في الغارة، من بينهم عنصر من قوات الأمن القطرية، لكنها أكدت أن أعضاء مكتبها السياسي في الدوحة لم يصابوا بأذى. من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفذ “هجومًا مركزًا ودقيقًا” استهدف قادة بارزين في الحركة باستخدام ذخائر موجهة، بينما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن العملية شاركت فيها 15 طائرة حربية ألقت عشر قنابل على موقع واحد. وقال نتنياهو إنه هو من منح الإذن المباشر بالهجوم، مؤكدًا أنه لن يسمح بأي حصانة لقيادة حماس.

وفي خطوة نادرة، وجه ترامب انتقادًا علنيًا لنتنياهو، معتبرًا أن القصف داخل قطر، وهي دولة مستقلة وواحدة من أقرب حلفاء واشنطن، لا يتماشى مع مصالح الولايات المتحدة أو إسرائيل. وأضاف أن الدوحة تبذل جهودًا شجاعة في الوساطة لتحقيق السلام، ولا يجوز أن تُقابل بهذا الشكل. وفي حديث لاحق مع الصحفيين، أبدى ترامب استياءه من مجمل ما جرى، مؤكدًا أنه “غير راضٍ على الإطلاق عن مسار الأحداث”. كما شدد على ضرورة الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، معلنًا أنه سيصدر بيانًا مفصلًا حول الموقف يوم الأربعاء، وأضاف: “لم يعد شيء يفاجئني حين يتعلق الأمر بالشرق الأوسط”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب تواصل مع أمير قطر ورئيس الوزراء بعد الهجوم، وشكرهما على دعمهما لواشنطن، وأكد لهما أن مثل هذه الحوادث لن تتكرر. ورغم ذلك، عاد ترامب وأوضح أن القضاء على حماس هدف مشروع، بالنظر إلى أنها استغلت معاناة سكان غزة، مع تأكيده على ضرورة إنهاء الحرب فورًا والإفراج عن جميع الأسرى والضحايا.

وأظهرت مشاهد مصورة تضرر مبنى بشكل كبير في الدوحة جراء الغارة التي وقعت عصر الثلاثاء. من جانبها، أدانت وزارة الخارجية القطرية الهجوم بأشد العبارات، واعتبرته انتهاكًا فاضحًا للقوانين الدولية، مؤكدة أن السلطات القطرية لم تتلق أي إخطار مسبق. وقال المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري في منشور عبر منصة “إكس” إن أول اتصال وصل من مسؤول أمريكي جاء بينما كانت الانفجارات قد بدأت بالفعل.

قطر ودور الوساطة

تستضيف قطر منذ عام 2012 المكتب السياسي لحركة حماس، ولعبت دورًا محوريًا في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل منذ أحداث السابع من أكتوبر. كما أنها تعد قاعدة استراتيجية للولايات المتحدة، حيث يتمركز نحو 10 آلاف جندي أمريكي في قاعدة العديد الجوية القريبة من الدوحة. وكان ترامب قد أعلن في مايو عن صفقة اقتصادية ضخمة بين بلاده وقطر تُقدر قيمتها بأكثر من 1.2 تريليون دولار، واعتبرها إنجازًا تاريخيًا، إضافة إلى حصوله على طائرة رئاسية جديدة قدمتها الدوحة كهدية بقيمة 400 مليون دولار.

من جانبها، رأت حماس أن الضربة الإسرائيلية دليلًا على أن نتنياهو لا ينوي التوصل لأي تسوية سياسية، محملة الإدارة الأمريكية جزءًا من المسؤولية لدعمها المستمر لتل أبيب. وفي المقابل، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا أكد فيه أن العملية كانت “مبادرة إسرائيلية خالصة” وأن إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عنها. وكانت حماس قد أشارت قبل أيام قليلة إلى أنها منفتحة على بعض المقترحات الأمريكية المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، وأنها تناقش سبل تحويلها إلى اتفاق شامل. أما البيت الأبيض فذكر أن ترامب يرى، رغم فداحة ما جرى، أن الهجوم قد يفتح نافذة جديدة للسلام، مشيرًا إلى أن نتنياهو أبلغه بعد العملية برغبته في تسريع مسار التسوية.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

قطر تتوعد بالرد على الهجوم الإسرائيلي وتصفه بـ “إرهاب دولة”

المقالة التالية

اليوم العالمي لمنع الانتحار.. هل تقتصر الظاهرة على الدول الغنية؟