كشف أعضاء الحزب الديمقراطي في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي يوم الاثنين عن رسالة مثيرة للجدل، قالوا إنها كُتبت إلى جيفري إبستين وتحمل توقيع الرئيس دونالد ترامب، وهو ما سارع الأخير إلى إنكاره بشكل قاطع.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام عالمية، تضمنت الرسالة عبارات ذات طابع شخصي ورسمًا لامرأة ذات قوام ممتلئ، قُدمت إلى اللجنة ضمن ألبوم نُشر في عام 2003 احتفالًا بعيد ميلاد إبستين، رجل الأعمال الذي اتُهم لاحقًا بالاتجار الجنسي بالقاصرات. وقد نفى ترامب أي صلة بهذه الرسالة أو الرسم المرفق بها، مؤكداً أنه لم يسبق أن شاهدها.
في أعقاب تداولها، رفع ترامب دعوى قضائية ضد صحيفة وول ستريت جورنال، التي كانت قد نشرت تقريرًا عن المذكرة في وقت سابق، مطالبًا بتعويض قدره عشرة مليارات دولار، وشدد على أن ما نشر يدخل في نطاق “التشهير”. كما وصف المذكرة بأنها “زائفة وخبيثة”، مضيفًا: “هذه ليست عباراتي، ولا طريقتي في التعبير، وأنا لا أقوم برسم الصور إطلاقًا”.
ولم يكن رد فعل البيت الأبيض حاضرًا على الفور، إذ لم تصدر أي تعليقات مباشرة بشأن الوثيقة. لكن تايلور بودوفيتش، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، نشر على منصة X صورًا لتوقيع ترامب المعروف، مرفقًا بها تعليقًا موجهًا لشركة نيوز كورب، المالكة للصحيفة، قال فيه: “هذا ليس توقيعه.. إنه تشهير، وعلى الشركة أن تفتح دفتر الشيكات”، في إشارة إلى مقاضاتهم.
وبدت الرسالة التي كُشف عنها مطابقة تقريبًا للوصف الذي سبق أن أوردته وول ستريت جورنال، حيث ورد فيها نص قصير يقول: “الصديق شيء رائع. عيد ميلاد سعيد، وآمل أن يكون كل يوم سرًا رائعًا آخر”، محاطًا بالرسم اليدوي المثير للجدل. ويأتي نشر هذه الوثائق بينما يطالب نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكشف الكامل عن ملفات إبستين، التي ارتبطت على مدى سنوات بسيل من الشائعات ونظريات المؤامرة. ومن بين المطالبين بالكشف عن السجلات كان السيناتور الجمهوري جيه دي فانس، قبل توليه منصبه رسميًا نائبًا للرئيس.
يُذكر أن جيفري إبستين، رجل الأعمال الثري واسع العلاقات، انتحر داخل زنزانته في سجن مانهاتن عام 2019 بينما كان ينتظر محاكمته بتهم الاتجار بالبشر واستغلال فتيات قاصرات. وقد وُجهت إليه اتهامات بدفع مبالغ نقدية صغيرة لقاصرات مقابل جلسات تدليك انتهت بالاعتداء عليهن، وذلك بعد سنوات من اتفاق سابق مع الادعاء العام في فلوريدا مكّنه من الإفلات من الملاحقة الكاملة.
أما عن صلة ترامب بإبستين، فهي موثقة في سجلات وصور سابقة، رغم أن الرئيس السابق أشار أكثر من مرة إلى أن علاقتهما انقطعت منذ نحو عقدين، موضحًا أنه أبعده عن ناديه في فلوريدا بعد خلافات متكررة. ولم توجه إلى ترامب أي اتهامات جنائية أو ادعاءات مباشرة مرتبطة بقضية إبستين.
وفي أغسطس الماضي، بدأت وزارة العدل الأمريكية بتسليم لجنة الرقابة في مجلس النواب ملفات من تحقيقات إبستين، استجابة لطلبات رسمية من اللجنة. وقد شملت المطالب وثائق متعددة من تركة إبستين، بينها وصيته الأخيرة، دفاتر الاتصالات، سجلات مالية، والاتفاقيات التي عقدها مع المدعين العامين، إضافة إلى ألبوم عيد الميلاد الذي احتوى على الرسالة المزعومة.
وفي تطور لاحق، نشر الديمقراطيون النص الكامل للمذكرة عبر منصة X بعد أن حصلوا عليها من منفذي وصية إبستين. وكانت الصحيفة قد نشرت في يوليو الماضي تفاصيل عن مضمونها، الأمر الذي قوبل آنذاك برفض ترامب الذي اعتبرها مزورة. وإلى جانب دعواه ضد وول ستريت جورنال، شملت القضية أيضًا ناشرها “داو جونز” ومسؤوليها التنفيذيين، بالإضافة إلى روبرت مردوخ مالك “نيوز كورب”. وفي المقابل، أكدت الشركة ثقتها الكاملة في مصداقية ودقة تقاريرها الصحفية.