في خطوة حاسمة تهدف إلى احتواء أزمة دبلوماسية ومنع إثارة الفتن الطائفية، قررت وزارة الشؤون الإسلامية في الكويت فصل الداعية سالم الطويل وإنهاء خدماته من مهام الإمامة والخطابة. وجاء هذا القرار بعد أن أثارت خطابات وكتابات سالم الطويل، التي هاجم فيها المذهب الإباضي السائد في سلطنة عُمان، موجة غضب واسعة، مما استدعى تدخلًا رسميًا للحفاظ على العلاقات الأخوية بين شعوب الخليج.
انطلقت شرارة الأزمة من مسجد “صقر الصقر” في منطقة هدية بالكويت، حيث كان يعمل سالم الطويل خطيبًا. ومن على منبره وعبر موقعه الرسمي، شن سالم الطويل هجومًا متكررًا على المذهب الإباضي، واصفًا إياه بأنه يحتوي على “ضلالات وأباطيل”، بل ووصل إلى حد وصف عقيدته بأنها “عقيدة إلحادية”. ولم تكن هذه هي المرة الأولى، ففي عام 2022، هاجم مفتي سلطنة عُمان واصفًا إياه بـ “الخارجي”.
وقد أدت هذه التصريحات إلى حالة من الاستياء الشديد في سلطنة عُمان، حيث طالب العديد من الكُتاب والمغردين العمانيين الحكومة الكويتية بضرورة محاسبة سالم الطويل، معتبرين أن خطابه يهدد النسيج الاجتماعي والعلاقات التاريخية بين البلدين. واستجابة لهذه التطورات، اتخذت وزارة الشؤون الإسلامية الكويتية قرارًا بإنهاء خدمات سالم الطويل بشكل فوري، مؤكدةً أن السبب هو “ثبوت مخالفته لميثاق المسجد والتعليمات المنظمة”. ولم يتوقف الإجراء عند هذا الحد، بل أصدرت الوزارة قرارًا لاحقًا يطالبه بإخلاء الوحدة السكنية الحكومية المخصصة له في غضون ثلاثة أشهر، استنادًا إلى القرار الوزاري المنظم للرعاية السكنية لشاغلي الوظائف الدينية.
لاقى القرار الكويتي ترحيبًا في الأوساط الثقافية والسياسية، التي رأت فيه تأكيدًا على عمق العلاقات الكويتية العمانية. وفي هذا السياق، كتب الدكتور عبد الله سهر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، مقالاً في جريدة “الرأي” شدد فيه على أن العلاقات بين البلدين “إرث تاريخي وشعبي ضارب بجذوره في أرض المحبة والوفاء”. وأشاد سهر بسلطنة عُمان واصفًا إياها بـ “سلطنة السلام ومرفأ الوئام”، ومضرب المثل في التعايش. واعتبر أن من يسيء إليهم “فقد أساء لنا جميعًا”، واصفًا قول سالم الطويل بأنه “كغبارٍ في مهبّ رياح”.
اقرأ أيضًا:
بعد تكذيبها.. القصة الكاملة لشائعة وفاة الداعية عمر عبد الكافي
رحيل الداعية الكويتي الشيخ أحمد القطان.. بعد مسيرة عطاء حافلة
بعد أنباء سحب جنسيته الكويتية.. من هو الإعلامي إبراهيم أبو عيدة؟