في تطور جديد يُنذر بتوترات دبلوماسية متصاعدة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفضه التام للقمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والمقررة في ألاسكا، وأكد زيلينسكي أن أي اتفاق سلام يتم دون مشاركة كييف سيكون “قرارًا ميتًا”، محذرًا من تجاهل دور بلاده في تسوية الحرب في أوكرانيا.
يأتي هذا الرفض في وقت تترقب فيه العواصم العالمية ما قد تسفر عنه هذه القمة الثنائية، والتي توصف بأنها محاولة لاختراق جمود الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقد أبدت كييف مخاوفها من إمكانية تهميشها، خاصة مع تصريحات ترامب الأخيرة التي لمّح فيها إلى احتمالية “تبادل بعض الأراضي” كجزء من التسوية، وهو ما رفضه زيلينسكي بشكل قاطع قائلاً: “الأوكرانيون لن يسلموا أرضهم للمحتل”.
وأضاف زيلينسكي أن وحدة الأراضي الأوكرانية ليست موضوعًا للنقاش، مؤكداً أن أي اتفاق سلام لا يضع أوكرانيا على الطاولة هو اتفاق ضد السلام ذاته.
من المقرر عقد قمة ترامب–بوتين في ولاية ألاسكا، وهو اختيار يحمل رمزية كبيرة، فقد أشار بعض المحللين إلى أن روسيا قد توظف هذا الموقع لإثارة التاريخ القديم لصفقة شراء ألاسكا، وتبرير مطالبها الإقليمية في الحرب في أوكرانيا.
وقال الباحث نايجل جولد ديفيز إن “الموقع يصب في مصلحة روسيا من الناحية الرمزية”، في إشارة إلى محاولات موسكو لاستعادة مناطق تعتبرها جزءًا من إرثها التاريخي.
رغم إعلان ترامب عن عزمه عقد اللقاء مع بوتين، لم تظهر أي مؤشرات حقيقية على أن القتال سيتوقف قريبًا، فما زال الجيش الروسي يتقدم ببطء داخل الأراضي الأوكرانية، وسط قصف متواصل للمدن.
وفي أحدث التطورات، لقي أربعة مدنيين مصرعهم في هجمات روسية بطائرات مسيرة في منطقتي خيرسون وزابوريزهيا، بينما أعلنت أوكرانيا إسقاط عشرات الطائرات الروسية بدون طيار وصواريخ.
تتباين شروط موسكو وكييف بشأن وقف الحرب في أوكرانيا بشكل كبير، ففي الوقت الذي تلمح فيه روسيا إلى استعدادها للتفاوض بشأن بعض المناطق، تتمسك أوكرانيا باستعادة أراضيها كاملة، وهو ما يعيق أي تقدم في المفاوضات.
وأشار تقرير لوكالة أسوشيتد برس إلى أن بعض المسؤولين الأوكرانيين ألمحوا بشكل غير رسمي إلى إمكانية قبول “واقع الأمر الواقع”، في إشارة إلى صعوبة استعادة الأراضي المحتلة عسكريًا.
قبل إعلان القمة، هدّد ترامب بفرض عقوبات إضافية على روسيا إذا لم تتجه نحو تسوية، لكن الموقف تغير فجأة مع إعلانه عن الاجتماع المرتقب.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يعكس ارتباكًا في استراتيجية ترامب تجاه الحرب في أوكرانيا، خاصة بعد تقلب مواقفه خلال السنوات الماضية بين التصعيد والتهدئة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
المملكة تقود حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا بشأن التصعيد في غزة
50 مليون دولار.. مكافأة أمريكية للقبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو