logo alelm
عمر خيري.. القصة الكاملة للاعتداء على الفنان السوري

تصدر اسم الفنان الشعبي السوري، عمر خيري محركات البحث بعدما تحول حفل زفاف في مدينة الباب بريف حلب إلى مسرح لاعتداء وحشي، في واقعة هزت الرأي العام. وتكشفت تفاصيل الحادثة عبر مقاطع فيديو مؤلمة انتشرت على نطاق واسع، أظهرت الفنان وهو يتعرض للإهانة الجسدية والمعنوية، مما فتح باب التساؤلات حول الجهة المسؤولة والدوافع الحقيقية وراء هذا العمل الذي استهدفه.

تفاصيل الحادث.. من إحياء الفرح إلى التعرض للإهانة

وثقت المشاهد المتداولة لحظة قيام مجموعة مسلحة بمداهمة صالة أفراح كان يغني فيها عمر خيري، حيث تم إيقاف الموسيقى بالقوة واقتياده من المكان. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المجموعة المسلحة تتبع “الجيش الوطني”. لم يقتصر الأمر على الاعتقال، بل تبعه فصل قاسٍ من الإذلال العلني، حيث تعرض عمر خيري للضرب، وتم العبث بوجهه بالرسومات وحلق شعره عنوة، كما أُرغم تحت وطأة التهديد على ترديد شعارات سياسية. كل هذا جرى في ظل غياب أي بيان رسمي يوضح ملابسات احتجازه أو مصيره.

وتكتنف دوافع الاعتداء على عمر خيري سحابة من الغموض، حيث تتصارع روايتان رئيسيتان لتفسير ما حدث. الرواية الأولى، وهي الأكثر تداولًا، ترجح أن تكون الدوافع سياسية، حيث يُتهم عمر خيري بالولاء للنظام السابق و”التشبيح”، وأن الهجوم كان بمثابة تصفية حسابات سياسية. أما الرواية الثانية، فتقدم تفسيرًا مختلفًا جذريًا، وتشير إلى أن المهاجمين ينتمون لجماعات متشددة ترفض الفن وتعتبر الموسيقى والغناء “حرامًا”. ووفقًا لهذه الرواية، فإن الهجوم على عمر خيري لم يكن لشخصه، بل لكونه فنانًا يمارس مهنة تتعارض مع أيديولوجيتهم المتطرفة.

عمر خيري كمرآة للواقع السوري

 تتجاوز حادثة الاعتداء على عمر خيري كونها مجرد جريمة فردية، لتصبح مرآة مصغرة للواقع المأساوي في مناطق شمال سوريا، كما عبر الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. فهي لا تكشف فقط عن حالة انعدام الأمن وهيمنة الفصائل المسلحة، بل تسلط الضوء أيضًا على الصراع الأيديولوجي والسياسي العميق الذي غالبًا ما يكون ضحاياه من الفنانين والمثقفين. وباتت قصة عمر خيري المؤلمة شهادة حية على المخاطر التي تحدق بحرية الفن والتعبير في بيئة يسودها منطق القوة وغياب القانون.

اقرأ أيضًا:
كيف سيتم دمج الفصائل السورية المسلحة بعد سقوط الأسد؟

محادثات معقدة بشأن مصير قوات “قسد” في سوريا

كاد أن يصبح وزيرًا لدفاع سوريا.. من هو الجاسوس إيلي كوهين؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

كيف حوّلت جوجل ملايين الهواتف الذكية إلى نظام عالمي لإنذار الزلازل؟

المقالة التالية

من التمور إلى الذكاء الاصطناعي.. أجندة فعاليات أغسطس في المملكة