logo alelm
سلوفينيا تكسر الإجماع الأوروبي وتفرض حظرًا على تجارة الأسلحة مع الاحتلال

في خطوة وصفت بأنها الأولى من نوعها لدولة في الاتحاد الأوروبي، فرضت سلوفينيا حظرًا شاملًا على جميع أشكال تجارة الأسلحة مع الاحتلال، بما في ذلك الاستيراد والتصدير والعبور. ويأتي هذا القرار السيادي، الذي أعلنه رئيس الوزراء روبرت غولوب عقب جلسة حكومية، كذروة لمسار سياسي معقد شهدته البلاد، وبعد أسابيع قليلة من إعلانها أن الوزراء الإسرائيليين “أشخاص غير مرغوب فيهم”.

وبررت حكومة ليوبليانا خطوتها بأنها جاءت نتيجة عجز الاتحاد الأوروبي ككتلة موحدة عن “اتخاذ تدابير ملموسة” طالبت بها سلوفينيا مرارًا. وبهذا الإجراء، تضع سلوفينيا نفسها في طليعة الدول الأوروبية التي تنتقل من الإدانات الكلامية إلى الأفعال الملموسة ردًا على الحرب المستمرة في قطاع غزة، وهو ما يأتي في سياق دولي متوتر يشهد تحركات مماثلة من دول مثل فرنسا وبريطانيا وكندا للاعتراف بدولة فلسطين، وسط استنكار إسرائيلي وأمريكي.

رحل سلوفينيا للاعتراف بفلسطين

لم يكن هذا القرار وليد اللحظة، بل جاء بعد عملية سياسية داخلية طويلة ومعقدة تركت “طعمًا مريرًا” لدى الكثير من المواطنين، كما وصفتها الكاتبة السلوفينية آنا شنابل في مقال نشرتع صحيفة الغارديان البريطانية. فبعد أن وقع رئيس الوزراء السلوفيني على بيان مشترك مع قادة إسبانيا وأيرلندا ومالطا في 22 مارس للاعتراف بفلسطين، دخلت الحكومة في فترة من التردد. حيث صرحت وزيرة الخارجية بأن الاعتراف سيتم في “المستقبل القريب جدًا”، وهي عبارة فضفاضة امتدت لأسابيع.

وفي 9 مايو، بدأت الحكومة رسميًا إجراءات الاعتراف، لكنها ربطتها بشروط معقدة، منها إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، وتأجيل البت في القضية إلى ما بعد الانتخابات الأوروبية. هذا التردد الرسمي قابله حراك شعبي ومدني قوي؛ فقد خرجت منظمات المجتمع المدني إلى الشوارع، ووقع أكثر من 350 مثقفًا سلوفينيًا على عريضة تطالب بالاعتراف الفوري. كما قام طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة ليوبليانا باحتلال كليتهم، مطالبين قيادتها بالاعتراف بأن إسرائيل “ترتكب إبادة جماعية في غزة”. ويرى مراقبون أن الحكومة لم تتحرك بشكل حاسم إلا في 30 مايو، بعد مذبحة رفح، وبعد أن علمت أن إسبانيا والنرويج وأيرلندا سيعترفن بفلسطين.

وقالت الكاتبة إن الحكومة السلوفينية، بحسب الكاتبة، فعلت الصواب في النهاية، لكنها تأخرت كثيرًا في إثبات أنها كانت جادة منذ البداية، وأن قرارها نابع من قناعة أخلاقية وليس مجرد استجابة متأخرة للضغوط الشعبية والأحداث الدولية.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

رغم تخفيف الحصار.. لماذا تستمر المجاعة في غزة؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| البرازيل مهددة باللعب بدون جمهورها في مونديال 2025