قال الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن بلاده تمر بمرحلة مصيرية في تاريخها، مشددًا على أن الأولوية الآن تكمن في بناء الدولة واستعادة هيبتها.
وقال عون في خطاب له من جنوب لبنان بمناسبة الذكرى الـ82 لعيد الاستقلال: "عازمون على تحرير كل شبر من أرض لبنان، ولا يمكن الاستمرار بالتشوهات المستمرة منذ عقود". مشيرًا إلى أن الاستقلال يبدأ بحضور الدولة وليس بغيابها. وأكد عون أن "الدولة يجب أن تكون حاضرة في كل مكان بلبنان"، مضيفًا: "هناك أكثرية جديدة جامعة ترفض أي ولاء إلا للبنان، وخيارنا هو بناء دولة لا دويلة، وخيارنا هو استعادة هيبة الدولة".
وتطرق عون في خطابه إلى التجارب الماضية قائلًا: "أخطأنا في إدارة استقلال لبنان ودخلنا في حروب مركبة، والوصاية الخارجية شوهت بلدنا، وصراعات المحاور أثرت سلبًا على لبنان". وحول الوضع الداخلي، شدد الرئيس اللبناني على أن "هناك أطرافًا في الداخل تعيش حالة إنكار للتطورات في المنطقة"، مؤكدًا أن "اللبنانيين كفروا بمشروع الدويلات، ولم يعد مقبولًا التغول على المال العام أو إرادة اللبنانيين".
وأضاف: "العالم اقترب من أن يتعب منا، ويجب أن يكون الولاء محصورًا للبنان وليس فقط حصر السلاح بيد الدولة، ولا سقف فوق سقف الدولة". وفيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، أكد الرئيس أن "علاقتنا مع سوريا الجديدة تتطور في الاتجاه الصحيح"، مشيرًا إلى أن لبنان لا يجب أن يتحول إلى "عملة تفاوض"، وأنه "يجب أن تنسحب إسرائيل من كل متر من أرضنا، ويجب الوصول إلى ترتيبات حدودية نهائية معها".
وتطرق عون أيضًا إلى الجيش اللبناني قائلًا: "الجيش يقوم بمهامه الوطنية في كل لبنان، خاصة في الجنوب، ونؤكد جاهزيته لتسلم النقاط الخمسة التي تحلتها إسرائيل، وهو مستعد وحده للسيطرة على جنوب الليطاني بالكامل، والدولة جاهزة للتفاوض على أي اتفاق يوقف الاعتداءات الإسرائيلية"، مضيفًا: "نريد آلية دولية تدعم الجيش اللبناني وتمكنه من حصر السلاح بيد الدولة".
وفي ملف السلام، أوضح الرئيس أن "قمة الرئيس ترمب وولي العهد السعودي حملت مؤشرات مشجعة لانطلاق مسار السلام، ولبنان لن يتخلف عن مسار السلام". ومن جانبه، أكد الفريق البرهان أن "الجيش سيواصل المعركة ضد التمرد، ولا عودة عن هذا الطريق".
اقرأ أيضًا:
نوح زعيتر.. إمبراطور المخدرات اللبناني في قبضة الأمن
غارات الاحتلال تخلف عشرات الضحايا في غزة ولبنان
تصعيد جديد في جنوب لبنان.. والاحتلال يهدد
