أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم، الجمعة، عن تجميد فوري لخطط كانت قيد الإعداد لرفع العقوبات عن إيران، مرجعًا ذلك التحول المفاجئ في سياسته إلى خطاب “عدائي” ألقاه المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، أمس الخميس. وفي سلسلة من التصريحات عبر منصة “تروث سوشيال”، ربط ترامب بشكل مباشر بين تصريحات خامنئي وقراره بوقف أي مسعى لتخفيف الضغط الاقتصادي على طهران، مما يعيد العلاقات بين البلدين إلى نقطة التوتر الشديد.
ويأتي هذا التطور ليغير مسار الدبلوماسية التي كانت تعمل في الكواليس، حيث كشف ترامب أنه كان بصدد تقديم فرصة لإيران للتعافي، لكنه اعتبر أن خطاب المرشد الأعلى كان بمثابة إغلاق لهذا الباب، مما يضع مستقبل العقوبات في مهب الريح. وقال ترامب عبر منصته: “خامنئي يعلم أن تصريحاته بشأن الانتصار في الحرب مع إسرائيل كذبة، لقد أوقفت على الفور كل العمل على تخفيف العقوبات عن إيران بعد بيان خامنئي”، مضيفًا: “أنقذت حياة خامنئي من موت بشع وليس عليه أن يقول شكرا لك أيها الرئيس ترمب”.
وتابع ترامب: “على إيران العودة للاندماج في النظام العالمي وإلا ستزداد الأمور سوءا بالنسبة لها، الإيرانيون دائما غاضبون وعدائيون وانظروا ما آلت إليه الأمور بلد مدمر بلا مستقبل وجيش ممزق واقتصاد كارثي”.
وفي رده على خطاب خامنئي، لم يكتفِ ترامب بإلغاء خطط تخفيف العقوبات، بل أطلق سلسلة من التصريحات اللافتة. فقد أصر مجددًا على أن المواقع النووية الإيرانية قد “دُمرت”، متهمًا خامنئي بـ”الكذب”. كما أدلى بتصريح مفاجئ زعم فيه أنه “كان يعرف بالضبط” مكان اختباء المرشد الأعلى أثناء الحرب، وأنه أنقذه من “موت قبيح ومخزٍ للغاية” بمنع استهدافه من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وفقًا لما ذكره الرئيس ترامب، كانت إدارته تعمل بجد خلال الأيام القليلة الماضية على حزمة من الإجراءات التي كانت ستغير من واقع الضغوط المفروضة على إيران. وقد أوضح أن هذه الإجراءات شملت “الإزالة المحتملة للعقوبات، وأشياء أخرى”، والتي كان من شأنها أن تمنح إيران فرصة حقيقية لتحقيق “تعافٍ كامل وسريع وشامل”. إلا أن هذه المبادرة، التي كانت تهدف إلى فتح صفحة جديدة، تم التخلي عنها بالكامل، ليحل محلها خطاب متشدد يؤكد على استمرار سياسة الضغط الأقصى عبر العقوبات.
ويُعد خطاب المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، هو السبب المباشر الذي ساقه ترامب لتبرير هذا التحول. فقد انتقد ترامب بشدة ما وصفه بالبيان “الصارخ والأحمق” الصادر عن خامنئي، والذي كان “مليئًا بالغضب والكراهية والاشمئزاز”. وقد تركز استياء ترامب على نقطتين رئيسيتين في خطاب خامنئي: الأولى هي تقليل المرشد الأعلى من تأثير الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية ووصفه لتأكيدات ترامب بأنها “مبالغات”، والثانية هي تهديد خامنئي بتكرار “الصفعة” التي وجهتها إيران للقوات الأمريكية. هذا الخطاب دفع ترامب إلى إيقاف العمل فورًا على تخفيف العقوبات، معتبرًا أن القيادة الإيرانية اختارت لغة العداء.