أعلنت وزارة الصحة في غزة أن إسرائيل قتلت 80 فلسطينيًا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 56 شخصًا من الذين كانوا ينتظرون المساعدات في منطقة نتساريم وسط القطاع وفي مدينة رفح جنوبًا، إضافة إلى 289 إصابة، بعضها في حالات حرجة.
هذه الأرقام الصادمة ترفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر 2023 إلى 56,077، غالبيتهم من النساء والأطفال.
في المقابل، نفذت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – كمينًا محكمًا في قطاع غزة، أسفر عن مقتل 3 عسكريين إسرائيليين وإصابة 7 آخرين، بعضهم في حالة حرجة.
العملية جاءت كرد على التصعيد الإسرائيلي الأخير، وشكلت ضربة موجعة للجيش الإسرائيلي، وسط تضارب في الأنباء حول طبيعة الكمين والموقع الذي استُهدف فيه الجنود.
وأفادت تقارير عبرية بأن الكمين وقع أثناء وجود القوات الإسرائيلية في أحد ممرات نتساريم، حيث تم استهدافها بعبوات ناسفة وأسلحة خفيفة من مسافة قريبة، قبل أن تتمكن الكتائب من الانسحاب بسلام.
وتعتبر العملية تصعيدًا ميدانيًا جديدًا يعكس استعداد المقاومة للرد على استمرار القصف الإسرائيلي العنيف، الذي لم يتوقف رغم المطالبات الدولية بوقف العدوان.
منطقة نتساريم التي كانت في السابق ممرا آمنًا للمساعدات الإنسانية تحولت إلى نقطة نزاع ساخنة، حيث قتل الجيش الإسرائيلي عشرات المدنيين أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء من شاحنات الإغاثة.
وقالت مؤسسات طبية إن مستشفى العودة في النصيرات استقبل وحده 19 شهيدًا و146 جريحًا، جُلّهم من المتجمعين في مركز لتوزيع المساعدات تابع لمؤسسة إنسانية أميركية.
تعالت الانتقادات لنظام إيصال المساعدات المعتمد حاليًا من قبل إسرائيل، إذ وصف فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأونروا، الآلية الجديدة بأنها “فخ موت”، واعتبرها مخالفة للحياد الإنساني.
بينما تزعم إسرائيل أن هذه الآلية ضرورية لمنع حماس من السيطرة على المساعدات، بينما تنفي الحركة تلك المزاعم وتعتبرها محاولة لتجويع الشعب الفلسطيني ومعاقبته جماعيًا.
الهجمات الإسرائيلية لم تتوقف عند نتساريم؛ فقد قُتل عشرة فلسطينيين في غارة جوية على منزل بحي الصبرة في مدينة غزة، بينما سقط 11 آخرون في خان يونس جنوبًا.
وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء إلى ما لا يقل عن 80 فلسطينيًا خلال يوم واحد، في مشهد يؤكد أن الأزمة الإنسانية في غزة تدخل مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة.
في تطور موازٍ، أعلنت واشنطن التوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وإيران بعد جولة من التصعيد الجوي، وهو ما أنعش آمال الفلسطينيين في تهدئة مماثلة داخل غزة، إلا أن القصف استمر بلا هوادة، ورافقته منشورات إسرائيلية ألقتها الطائرات فوق شمال غزة تأمر السكان بالمغادرة فورًا، في تحذير واضح لبدء عمليات عسكرية جديدة ضد حماس.
وتحدثت مصادر مطلعة عن جهود جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، إلا أن الفجوة بين الطرفين لا تزال واسعة، إذ تصر إسرائيل على نزع سلاح حماس كشرط لإنهاء الحرب، فيما تؤكد الحركة الإسلامية استعدادها لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من القطاع، لكنها ترفض التخلي عن سلاحها.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
الدمار في الأراضي المحتلة.. آثار القصف الإيراني في صور
إنفوجرافيك| خسائر الاحتلال من الحرب مع إيران
العالم “محمد رضا صديقي”.. أحدث ضحايا الحرب الإيرانية الإسرائيلية