يونيو ١٩, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
التاريخ يلاحق الحاضر.. الانقلاب الأمريكي أطاح بنظام إيراني سابق

يلقي التاريخ بظلاله على المشهد السياسي المتوتر حاليًا بين الولايات المتحدة وإيران، حيث لا تزال ذكرى الانقلاب المدعوم أمريكيًا وبريطانيًا عام 1953 ضد الحكومة الإيرانية المنتخبة ديمقراطيًا تتردد أصداؤها في العلاقات المعقدة بين البلدين.

كيف أسقط الانقلاب الأمريكي النظام الإيراني؟

في 19 أغسطس من عام 1953، أطاحت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع الاستخبارات البريطانية بحكومة رئيس الوزراء محمد مصدق، الذي كان قد أمّم صناعة النفط الإيرانية، وأعادت الشاه محمد رضا بهلوي إلى السلطة.

عرف هذا التدخل الخفي باسم “عملية أجاكس”، ولم يغير مسار إيران فحسب، بل زرع بذور العداء العميق تجاه واشنطن الذي انفجر لاحقًا في ثورة 1979، وما يزال يغذي التوترات الحالية والرغبات الأمريكية في تغيير النظام الإيراني القائم بسبب المشروع النووي والحرب مع الكيان المحتل.

كانت دوافع الانقلاب في منتصف القرن الماضي متعددة، حيث خشيت كل من لندن وواشنطن من ميول مصدق الوطنية وتأميم النفط، ورأتا في حكومته تهديدًا للمصالح الغربية، لا سيما النفطية، وخوفًا من احتمال انزلاق إيران نحو المدار السوفيتي في خضم الحرب الباردة.

عملت المخابرات الأمريكية والبريطانية على زعزعة استقرار حكومة مصدق من خلال الرشاوى، وحملات التضليل الإعلامي، وتنظيم احتجاجات في الشوارع.

أدت هذه الأحداث إلى الإطاحة بمصدق، الذي سُجن ثم وضع تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته، وفي المقابل، عاد الشاه إلى السلطة وحكم إيران بقبضة من حديد لأكثر من عقدين، معتمدًا بشكل كبير على الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي.

اتسمت هذه الفترة بالقمع السياسي، وأدت إلى تراكم الغضب الشعبي الذي بلغ ذروته في الثورة الإسلامية عام 1979.

ولا يزال إرث هذا الانقلاب يزال يشكل ركيزة أساسية في الخطاب المناهض للولايات المتحدة داخل إيران، فبالنسبة للعديد من الإيرانيين، يمثل انقلاب 1953 خيانة للديمقراطية الإيرانية وتدخلا سافرا في شؤونهم الداخلية، مما أدى إلى عقود من الحكم الديكتاتوري للشاه.

وفي سياق الأحداث الجارية، حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بسبب ملفات مثل البرنامج النووي الإيراني، والتدخلات الإقليمية، وحقوق الإنسان، يرى بعض المحللين أن التاريخ يعيد نفسه في شكل محاولات أمريكية جديدة لممارسة الضغط الأقصى على طهران بهدف إحداث تغيير جذري في قيادتها.

وتتراوح هذه المحاولات بين العقوبات الاقتصادية المشددة، والدعم الضمني للمعارضة، والتهديدات العسكرية المحتملة، ومع ذلك، يحذر آخرون من أن تكرار تجربة 1953 لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية، قد تزعزع استقرار المنطقة بشكل أكبر وتزيد من العداء، دون تحقيق الأهداف المرجوة.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

النقطة التي تراهن عليها إسرائيل لحسم حربها مع إيران

المقالة التالية

كم من الوقت سيستغرق انقراض البشر إذا توقفوا عن الإنجاب؟