يونيو ١٨, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
اليوم السادس للحرب: قصف إسرائيلي على إيران وتهديد من ترامب

مع دخول الحرب الإيرانية الإسرائيلية يومها السادس، تبادل الطرفان ضربات صاروخية جديدة بداية من الساعات المبكرة لليوم الأربعاء، في تصعيد متواصل يثير المخاوف من احتمالات انزلاق الشرق الأوسط إلى مواجهة أوسع.

زشنت إسرائيل موجة من الضربات شاركت فيها أكثر من 50 طائرة على مواقع إيرانية لإنتاج أجهزة الطرد المركزي والصواريخ خلال الليل، وفقا للجيش في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء. وقالت قوات الدفاع الإسرائيلية إن “أكثر من 50 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو، بتوجيه استخباراتي دقيق من فرع الاستخبارات، نفذت سلسلة من الضربات على أهداف عسكرية في منطقة طهران في الساعات الأخيرة”.

وفي خضم هذا التوتر، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من التصريحات المتناقضة التي جمعت بين التهديد والدعوة للدبلوماسية، مما زاد من حالة عدم اليقين العالمي.

تحذير من المرشد الأعلى الإيراني

أطلق المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، تحذيرًا فجر اليوم الأربعاء، عبر منصات التواصل الاجتماعي، معلنًا: “المعركة بدأت”. جاء هذا الإعلان المقتضب والمشحون بالتهديد بعد ساعات قليلة من تصريحات نارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف فيها المرشد الإيراني بأنه “هدف سهل”، مؤكدًا أن “صبر أمريكا ينفد” وطالبًا من إيران بـ”الاستسلام غير المشروط”.

وفيما يتعلق بـخيارات ترامب، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أمريكيين أن الرئيس يميل بشكل متزايد نحو استخدام القوة العسكرية الأمريكية لـضرب المنشآت النووية الإيرانية، رافضًا مبدئيًا المسار الدبلوماسي. ورغم أن المصادر تؤكد أنه لا يزال منفتحًا على الدبلوماسية شريطة تقديم طهران لتنازلات كبيرة، فإن هذا التحول في لهجة ترامب يمثل موقفًا أكثر تشددًا في إدارة الأزمة بين إيران وإسرائيل.

ترامب يطالب بـ “الاستسلام غير المشروط”

في تصريحات أدلى بها ليل الاثنين أثناء مغادرته قمة مجموعة السبع في كندا بشكل مفاجئ، أعلن الرئيس ترامب عن سعيه لوضع “نهاية حقيقية” للأزمة، ملمحًا إلى إمكانية إيفاد مسؤولين رفيعي المستوى مثل ستيف ويتكوف أو نائبه جيه دي فانس للقاء الإيرانيين. لكنه في الوقت ذاته توقع أن إسرائيل لن تخفف من وتيرة هجماتها، وهو ما يتماشى مع تقارير لموقع “بوليتيكو” أفادت بأن استراتيجية ترامب تهدف إلى تحقيق “استسلام كامل” من طهران.

وزاد ترامب من الغموض برفضه تفسير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعودته المبكرة بأنها مرتبطة بمساعي وقف إطلاق النار، حيث كتب على منصة “تروث سوشيال” أن الأمر “أكبر من ذلك بكثير”. هذا الموقف المتقلب أثار جدلاً حول موقف أمريكا من حرب إيران وإسرائيل، فبينما تصر واشنطن رسميًا على أن قواتها في “وضع دفاعي” ولن تشارك في الهجوم، إلا أنها نشرت المزيد من الطائرات المقاتلة في المنطقة وتساعد في اعتراض الصواريخ الإيرانية.

إسرائيل تقصف إيران مجددًا

ميدانيًا، واصلت إسرائيل اليوم حملتها الجوية، حيث طلبت من سكان منطقة جنوب غرب طهران إخلاءها تمهيدًا لقصف منشآت عسكرية. وأفادت مصادر إخبارية إيرانية بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت جامعة مرتبطة بـالحرس الثوري الإيراني شرق العاصمة، بالإضافة إلى منشأة خوجير للصواريخ الباليستية قرب طهران، والتي كانت قد استُهدفت أيضًا في أكتوبر الماضي.

ويُذكر أن إسرائيل تدعي أنها تسيطر على المجال الجوي الإيراني، وتعتزم تصعيد حملتها في الأيام المقبلة، بهدف القضاء على ما تعتبره تهديدًا وجوديًا.

البرنامج النووي الإيراني وأضرار منشآت نطنز وفوردو

لا تزال الأنظار موجهة إلى البرنامج النووي الإيراني، خصوصًا بعد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، أمس الثلاثاء، أن الضربات الإسرائيلية ألحقت “تأثيرات مباشرة” بقاعات تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض في منشأة نطنز النووية. ورغم أن الخبراء يرون أن الأضرار المرئية “متوسطة”، إلا أنهم يحذرون من أن انقطاع الكهرباء قد يكون قد أتلف آلاف أجهزة الطرد المركزي الحساسة.

ويبقى مصير مفاعل فوردو، المحصن في عمق الجبال، هو التساؤل الأكبر، حيث يعتقد محللون أن إسرائيل قد لا تملك القدرة على تدميره بمفردها دون استخدام قنابل أمريكية خارقة للتحصينات. وعلى الصعيد الداخلي الإيراني، أدت الضربات التي أطاحت بمعظم القيادة العسكرية العليا إلى تفريغ الدائرة المقربة من المرشد الأعلى خامنئي، وزيادة خطر الأخطاء الاستراتيجية. وأفادت وكالة أنباء فارس بأن قيادة الأمن السيبراني حظرت على المسؤولين استخدام الهواتف المحمولة، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن “حرب إلكترونية واسعة النطاق” تشنها إسرائيل.

هذه الضربات تأتي في وقت تراجع فيه النفوذ الإقليمي لطهران بشكل ملحوظ، بعد استهداف وكلائها في المنطقة كحزب الله والحوثيين، وسقوط حليفها بشار الأسد. في قمة مجموعة السبع، دعا زعماء العالم إلى خفض التصعيد، لكنهم أكدوا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وشددوا على ضرورة ألا تمتلك إيران قنبلة نووية أبدًا. أما في طهران، فقد أدت تحذيرات ترامب بالإخلاء إلى حالة من الهلع، حيث بدت شوارع وسط المدينة شبه خالية وتوقفت حركة البازار الكبير.

وقد انعكست هذه التوترات بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، حيث تعيش أسواق أسعار النفط حالة تأهب قصوى، وتزايدت المخاوف من أي تطورات قد تؤثر على الإمدادات عبر مضيق هرمز. وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، أفاد مسؤولون إيرانيون بمقتل 224 شخصًا، معظمهم من المدنيين، بينما أعلنت إسرائيل عن مقتل 24 مدنيًا، وإجلاء نحو 3000 إسرائيلي بسبب الأضرار.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

ما هي القنبلة الأمريكية الخارقة التي تهدد منشأة فوردو النووية؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| ضربات الاحتلال تخترق تحصينات “نظنز” النووية الإيرانية