يونيو ١٤, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
لماذا رفعت إيران “العلم الأحمر” بعد الضربات الإسرائيلية؟

رفعت السلطات الإيرانية اليوم الجمعة، العلم الأحمر المكتوب عليه “يالثارات الحسین” على القبة الفيروزية لمسجد جمكران في مدينة قمم الإيرانية الواقعة على بُعد حوالي 140 كيلومترًا جنوب طهران، وذلك في أعقاب الضربات التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على طهران.

وكانت المرة الأخيرة التي رفعت فيها إيران العلم الأحمر في يوليو 2024، بعد حادث اغتيال زعيم حركة حماس الفلسطيني، إسماعيل هنية، في طهران، وقبلها في يناير 2024 في أعقاب عقب هجوم إرهابي في محافظة كرمان، فجّر خلاله مسلحو داعش قنبلتين على طول طريق موكب جنازة إحياءً لذكرى اغتيال الجنرال قاسم سليماني.

ما دلالة رفع العلم الأحمر؟

تحمل الراية الحمراء في الموروث الشيعي دلالة ثقيلة، فهي ترمز إلى دماء الشهداء التي أُريقت ظلمًا، وتُعد نداءً صريحًا للمطالبة بالثأر والانتقام. ويتجاوز هذا الرمز البعد الديني ليمتزج بالهوية الوطنية الإيرانية، حيث يمثل اللون الأحمر في علم البلاد البأس والقوة والشجاعة في ساحة القتال، إلى جانب اللونين الأخضر الدال على الإسلام والأبيض رمز السلام. وتعود هذه العادة إلى تقاليد إيرانية قديمة، حيث كانت تُنصب الأعلام الحمر فوق منازل القتلى ولا تُطوى إلا بعد تحقيق الانتقام.

وفي التاريخ الحديث، ارتبط رفع هذه الرايات بمواكب تشييع الشخصيات التي يعتبرها النظام قد قُتلت “ظلمًا”، أو فوق قباب المساجد والأضرحة كإعلان عن حداد وطني وتعهد بالرد. ورغم أن السلطات كانت قد رفعت الراية التي تحمل نداء الثأر الحسيني التاريخي “يا لثارات الحسين” في أعقاب عمليات أمنية سابقة للتعبير عن تصميمها على الانتقام، إلا أن رفعها هذه المرة لاقى تأييدًا شعبيًا جارفًا من قبل الحشود الغاضبة التي تجمهرت بالقرب من المسجد.

كان المتظاهرون الإيرانيون تجمعوا في محيط المسجد معبرين عن حالة من السخط العارم، ومطالبين بانتقام حاسم من إسرائيل. وعلت الهتافات المرددة “الموت لأمريكا وإسرائيل”، والتي تطالب برد قوي ومذل للنظام الإسرائيلي الذي وصفوه بالإرهابي. ورددت الحشود بشكل متكرر شعار “انتقام، انتقام”، مؤكدين أن الرد الواجب على اغتيال القادة والعلماء النوويين يجب أن يكون عبر “اقتلاع الغدة السرطانية الصهيونية” وتوجيه “درس لا ينسى لأمريكا المجرمة”.

توعد بـ “عقاب قاس”

كان المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أطلق تهديدات مباشرة، متوعدًا إسرائيل بـ “عقاب قاس”، مؤكدًا أنها ستواجه “عواقب وخيمة” جراء عمليتها العسكرية غير المسبوقة التي استهدفت العمق الإيراني.

وفي بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية، اتهم خامنئي إسرائيل بكشف “طبيعتها الخبيثة أكثر من أي وقت مضى” عبر ما وصفه بـ “فتح يدها الشريرة الملطخة بالدماء لارتكاب جريمة” في إيران، مشيرًا إلى استهداف مراكز سكنية. وأضاف أن “النظام الصهيوني بهذه الجريمة قد وضع نفسه أمام مصير مرير ومؤلم سيناله حتمًا”.

وجاءت تصريحات المرشد الأعلى متزامنة مع تحذيرات مماثلة صدرت عن المؤسسة العسكرية. حيث صرح المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، في وقت سابق اليوم، بأن على إسرائيل أن “تتوقع ردًا قويًا” وأنها “ستدفع ثمنًا باهظًا” لهجومها الذي أودى بحياة عدد من كبار القادة والعلماء الإيرانيين.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

وحيدي وبعده باكبور.. تخبط إيراني في إعلان قائد الحرس الثوري الجديد

المقالة التالية

إنفوجرافيك| تفاصيل زرع أنظمة الهجوم في قلب إيران