يونيو ٦, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
إنجازات الملك عبدالعزيز.. بيئة حج آمنة ومريحة

عانت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من أوضاع بيئية متردية، خاصة خلال موسم الحج، قبل تولي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حكم البلاد.

التقارير التاريخية، ومنها تقرير طبيب عثماني يعود لعام 1890، تصف انتشار البعوض وتكدس الحجاج في الطرقات والأسواق، مع انتشار الفضلات والقاذورات حتى قرب أبواب الحرم الشريف، وكانت المنازل التي يسكنها الحجاج تفتقر للشروط الصحية، فبنيت تحتها حفر للصرف الصحي غير مغطاة، مما سبب الروائح الكريهة وتكدس الحجاج في غرف ضيقة، كما لم تكن هناك مجازر مناسبة للأضاحي في منى، فكانت تُترك مكشوفة لتتعفن وتنتشر الأمراض.

تحولات جذرية في الحج خلال عهد الملك عبدالعزيز

أدرك الملك عبد العزيز، منذ دخوله مكة المكرمة عام 1343 هجريًا عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه هذه البقعة المقدسة وضيوف الرحمن، وبتطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية التي تحث على النظافة وحماية البيئة، شرع في سلسلة من الإجراءات التنظيمية والإدارية غير المسبوقة لضمان بيئة صحية وآمنة للحج.

وفقًا لبحث بعنوان “عناية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ببيئة مكة المكرمة في موسم الحج” للدكتورة دلال بنت محمد السعيد، الصادر عن دارة الملك عبدالعزيز، كانت الخطوة الأولى هي إنشاء إدارة للحج تهتم بشؤون الحجاج، تلتها تأسيس مصلحة الصحة العامة في مكة المكرمة والتي تحولت لاحقًا إلى مديرية الصحة العامة والإسعاف.

ويفيد البحث أن عناية الملك عبدالعزيز بالحجاج ومكة المكرمة تجلّت في جوانب رئيسية تتلخص في الآتي:

  • تحسين سكن الحجاج: تم وضع نظام عام لمعاينة البيوت المخصصة للحجاج وتحديد طاقتها الاستيعابية، ومنع تكدسهم، وأُمر المطوفون بتنظيف الدور والمراحيض وتوفير مواد مطهرة، ووضع معايير للمساحات المخصصة لكل حاج وطلاء الجدران والأرضيات.
  • التخلص من النفايات: لمكافحة تكدس القاذورات، وجه الملك بتخصيص عربات كبيرة ويدوية لجمع النفايات وحرقها في أماكن مخصصة بعيدًا عن البلدة، كما تم استيراد 20 عربة إضافية لنقل النفايات، وزيادة عدد صناديق القمامة.
  • تهيئة المسالخ: لمعالجة مشكلة ذبح الأضاحي العشوائي، نوقش الأمر في مجلس الشورى وتقرر إصلاح المسلخ في مكة وتهيئة مسلخ في منى بعيدًا عن الحجاج ومحاطًا بالأسلاك الشائكة، مع منع الذبح إلا بعد تصريح من طبيب المسلخ.
  • نظافة الشوارع والطرقات: أولى الملك عبد العزيز اهتمامًا خاصًا بتنظيف الشوارع والأزقة، ووجه بأن يكون التنظيف ليلاً لتجنب إثارة الغبار على المارة، كما أمر باستيراد سيارات لرش الشوارع وتعبيد الطرق وتشجيرها لتقليل الغبار ونشر الجراثيم.
  • مراقبة الأسواق والمياه: تم تشديد الرقابة على الأسواق والمأكولات والمشروبات، مع إلزام الباعة بتغطية معروضاتهم لحمايتها من الغبار والذباب، كما تم الاهتمام بنظافة المياه، وتطهير الصهاريج، وتغطية المياه المكشوفة، واستبدال أحواض الوضوء بحنفيات ثابتة لمنع التلوث.
  • منع تجول المواشي: لمعالجة تلوث البيئة الناتج عن تجول المواشي، تم اقتراح منع دخول الجمال إلى البلدة، ونقل أحواش البقر خارج المناطق السكنية، وحبس الأغنام.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

عمارة بئر زمزم.. تاريخ من عناية السعودية بالمقدسات

المقالة التالية

إنفوجرافيك| “تشمير كسوة الكعبة”.. عادة سنوية من بشائر موسم الحج