بدأت حركة حماس جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع كيان الاحتلال في الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وجاءت تلك الخطوة في الوقت الذي يشن فيه جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على القطاع المحاصر بغرض القضاء على الجماعات المسلحة، وفق ادعاءاته.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، إن جولة المفاوضات انطلقت دون شروط مسبقة من أي طرف وأنهم منفتحون على نقاش الموضوعات كافة، مضيفًا أن حماس ستطرح وجهة نظرها في جميع القضايا، وخاصة إنهاء الحرب، والانسحاب الإسرائيلي، وتبادل الأسرى. وبحسب ما نقلته وكالة شينخوا الصينية عن مصدر مقرب من حماس، فإن المحادثات تستند إلى اقتراح قدمه المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والذي عدلته حماس بشكل كبير. وقال المصدر إن الولايات المتحدة قدمت ضمانات أكثر جدية بما في ذلك التزامات واضحة بتنفيذ بنود أي اتفاق محتمل.
وقال وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس، إن عودة حماس إلى طاولة المفاوضات بالتزامن مع بدء عملية “عربات جدعون” يُعد تحولًا عن موقفهم المتردد في السابق. ويستهدف الاحتلال من تلك العملية توسيع نطاق القتال في غزة وتعزيز أهداف الحرب الرئيسية، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن وتفكيك حماس.
كان جيش الاحتلال، مساء الجمعة، صعّد من عملياته في غزة، حيث نفذ موجة من الغارات الجوية ونشر قوات برية إضافية، مشيرا إلى أن الهجوم المكثف يمثل بداية عملية “عربات جدعون”. وفي أعقاب تلك الهجمات، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في كلمة ألقاها خلال القمة العربية في الدوحة، إلى زيادة الضغط “لوقف المجزرة في غزة”. وقال سانشيز، الذي انتقد الهجوم الإسرائيلي بشدة، إنه ينبغي على قادة العالم “تكثيف الضغط على إسرائيل لوقف المجزرة في غزة، وخاصة من خلال القنوات التي يتيحها لنا القانون الدولي”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال القمة أيضًا: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم الآن”، وأضاف: “نرفض التهجير المتكرر لسكان غزة، وأي مسألة تهجير قسري خارجها”. كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن “قلقه إزاء ما تردد عن خطط إسرائيلية لتوسيع العمليات البرية وغيرها”.
