إنفوجرافيك| تايلاند وكمبوديا.. قتال لا يهدأ

ديسمبر ١١, ٢٠٢٥

شارك المقال

إنفوجرافيك| تايلاند وكمبوديا.. قتال لا يهدأ

لا تزال المواجهات المسلحة على طول الحدود بين تايلاند وكمبوديا مستمرة، دون أي مؤشر على تراجع القتال. ويعيش مئات الآلاف من السكان في ظروف صعبة بعد إخلاء قرى على امتداد مئات الكيلومترات، بينما يتوافد المزيد إلى الملاجئ المؤقتة، متسائلين عن موعد عودتهم إلى منازلهم أو اضطرارهم للفرار مرة أخرى.

وأفاد مراسلو وكالات الأنباء على الجانب التايلاندي بأنهم سمعوا أصوات إطلاق نار متقطعة، في أعقاب مناوشات اندلعت يوم الأحد نتيجة نزاعات إقليمية طويلة الأمد، وأسفرت عن إصابة جنديين تايلنديين، ما أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يوليو الماضي، بعد خمسة أيام من القتال.

وأعلن ترامب أنه يعتزم التحدث هاتفيًا مع الزعيمين التايلاندي والكمبودي، معربًا عن ثقته في قدرته على إعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات لوقف القتال. وقال في تصريحاته للصحفيين: "من غيري يستطيع إيقاف القتال؟ بين الحين والآخر، تندلع الحرب، وعليّ التدخل".

وفي المقابل، تعهد رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول بالاستمرار في العمليات العسكرية، بينما وعد رئيس مجلس الشيوخ الكمبودي القوي هون سين برد قوي على أي هجمات. وأدت الجولة الأخيرة من القتال إلى سقوط أكثر من اثني عشر قتيلًا وإجلاء نحو 400 ألف شخص في أربع محافظات حدودية، وفق ما صرح به المتحدث باسم الجيش التايلاندي، الأدميرال سوراسانت كونغسيري. كما أعلنت كمبوديا عن إجلاء أكثر من 127 ألف قروي.

وسجلت الخسائر البشرية أيضًا سقوط خمسة قتلى وعشرات الجرحى لدى القوات التايلندية، بينما أعلنت كمبوديا عن مقتل تسعة مدنيين بينهم رضيع وإصابة 46 آخرين. وعلاوة على ذلك، سحبت كمبوديا فريقها الرياضي من دورة ألعاب جنوب شرق آسيا الثالثة والثلاثين التي انطلقت في تايلاند، فيما أعربت اللجنة الأولمبية عن أسفها، بينما عبّرت العائلات عن قلقها على سلامة أبنائها المتنافسين.

هدنة تحت ضغط

يذكر أن وقف إطلاق النار السابق تم التوصل إليه بوساطة ماليزية وبضغط أمريكي، حيث هدد ترامب بتقييد الامتيازات التجارية إذا لم تمتثل تايلاند وكمبوديا. وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التزام الجانبين بالاتفاقيات السابقة، داعياً إلى إزالة الأسلحة الثقيلة من الحدود وتنسيق إزالة الألغام الأرضية، واتخاذ خطوات أخرى لضمان وقف دائم للقتال.

ورغم ذلك، استمر النزاع بشكل محدود منذ يوليو، مع تصاعد التوترات بين الدولتين. فقد استاءت كمبوديا من رفض تايلاند إعادة 18 جنديًا أسرتهم عند دخول وقف النار السابق حيز التنفيذ، بينما غضبت تايلاند من إصابة جنودها بألغام جديدة تزعم أن كمبوديا زرعتها على طول الحدود.

وعلى الأرض، شنت تايلاند غارات جوية على أهداف عسكرية، بينما أطلقت كمبوديا صواريخ من طراز BM-21 بمدى 30 إلى 40 كيلومترًا، واستخدمت المدفعية والطائرات المسيرة في عمليات مكثفة. وأكد الجيش التايلاندي تدمير رافعة على قمة تل استراتيجي يضم معبدًا تاريخيًا يستخدم لأغراض القيادة والسيطرة العسكرية، كما فرضت السلطات حظر تجول في أربع مناطق بمقاطعة سا كايو.

ويعاني السكان في ملاجئ النازحين، من القلق النفسي والمادي، كما تقول ثيدارات هومهوال، مزارعة تركت ماشيتها وحيواناتها الأليفة تحت رعاية نفسها، معبرة عن رغبتها في أن ينتهي القتال قريبًا.

لماذا تجدد القتال؟

يأتي كل هذا بعد أن شهدت الحدود حادثة بسيطة نسبيًا، حيث تعرض فريق هندسي تايلاندي لإطلاق نار أثناء عمله على طريق فرعي، ما أسفر عن إصابة جنديين. ومع ذلك، لم يتمكن الطرفان من اللجوء للدبلوماسية كما كان يحصل في الماضي، وتوسعت فجوة الثقة بين تايلاند وكمبوديا، وهو ما لم تستطع وساطة ترامب معالجة هشاشته بالكامل.

وتشير المواقف الرسمية إلى أن تايلاند وافقت على وقف النار السابق تحت ضغط التعريفات الأمريكية، بينما رحبت كمبوديا بالتدخل الخارجي باعتبارها طرفًا أصغر ضعيفاً في التفاوض الثنائي. واستمرت الاشتباكات، وزرعت كمبوديا ألغامًا جديدة تسببت ببتر أطراف سبعة جنود، كما رفضت إطلاق سراح 18 جنديًا أسروا سابقًا، مما زاد حدة التوتر.

منذ يوليو، زالت القيود المفروضة على القوات المسلحة التايلاندية، ومنح الجيش صلاحيات كاملة لإدارة النزاع كما يراه مناسبًا. وأكد الجيش التايلاندي أن هدفه هو توجيه ضربات قاصمة للحد من قدرة كمبوديا على تهديد المجتمعات الحدودية، مع السعي للسيطرة على المواقع الاستراتيجية على قمم التلال لتعزيز تفوقه العسكري.

ويصعب استيعاب الدوافع الحقيقية للقيادة الكمبودية، إذ لا يزال رئيس الوزراء السابق هون سين يؤثر على السياسة الحدودية، داعياً إلى ضبط النفس، بينما يسعى الجيش الكمبودي للحفاظ على موقعه. وقد أدت التسريبات السياسية الأخيرة إلى تفاقم الخلافات وزيادة الدعم الشعبي في تايلاند للنهج العسكري المتشدد، مما يزيد من صعوبة التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.

اقرأ أيضًَا:

حريق يلتهم ملهى ليلي في تايلاند (فيديو)

انتهاك أخلاقي يطيح برئيسة وزراء تايلاند من السلطة بعد عام واحد فقط

هل أنهى ترامب حقًا 8 حروب؟

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech