شهدت سوريا احتفالات واسعة بالذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام الأسد، بعد خمسة عقود من العزلة الدولية العميقة. وتمكنت الحكومة الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع من تحقيق إنجازات كانت تُعد مستحيلة قبل عام، ما عزز الأمل في استعادة الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة الوطنية والتعافي الشامل.
وفي خطوة مهمة على الصعيد الدولي، كسبت الحكومة السورية دعمًا دبلوماسيًا واقتصاديًا بعد رفع العقوبات الأمريكية السابقة، وسط تحذيرات سابقة من الرئيس الأمريكي ترامب لإسرائيل من محاولة عرقلة تطور الدولة السورية.
من جانبهأ، قال الباحث الأمني والعسكري أسعد الزعبي خلال مقابلة مع برتلنح "هنا الرياض" إن الحكومة السورية واجهت تحديات كبيرة ومخاطر تهدد الاستقرار والأمن، لكن الوضع الآن تحسن بشكل ملحوظ، مؤكدًا أن مستوى الاستقرار والأمن تجاوز 80 إلى 90% في معظم مناطق البلاد. وأوضح أن الحكومة نجحت في احتواء البؤر الساخنة وإعادة الفصائل المسلحة إلى سيطرة الدولة، مع التركيز على تحقيق المصالحة الوطنية وتقوية مؤسسات الدولة.
ركيزة أساسية للتقدم
أكد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور إبراهيم النحاس، أن المملكة ترى في الدولة السورية الجديدة شريكًا أساسيًا لتعزيز الأمن القومي العربي. وأوضح أن استقرار سوريا ينعكس إيجابيًا على الأمن والسياسة والاقتصاد العربي، ويسهم في مواجهة التنظيمات الإرهابية والتدخلات الخارجية.
وأضاف النحاس أن تقدم الاقتصاد السوري يعد مساهمة مباشرة في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وأن الموقع الجغرافي الاستراتيجي لسوريا يجعلها عنصراً محوريًا للحفاظ على الأمن والتوازن في المنطقة. وأكد أن أي استقرار أو اضطراب في سوريا يؤثر على الأمن القومي العربي بشكل عام، مشيرًا إلى أن المملكة تدعم دائمًا العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات.
وأشار إلى أن المملكة لعبت دورًا بارزًا في إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي، إذ ساعد استقبال القيادة السورية الجديدة في الرياض على فتح أبواب عدة عواصم عالمية أمام الرئيس أحمد الشرع، وتمكينه من عرض وجهة نظر سوريا الجديدة على المستوى الدولي. وبحسب النحاس، فإن العلاقات السعودية-السورية أسهمت في تعزيز القبول الشعبي للقيادة الجديدة داخل سوريا، نظرًا للثقة الكبيرة التي يحظى بها الشعب السوري تجاه المملكة وتاريخ دعمها للنضال السوري وحقوق أبنائه.
الإنجازات الدبلوماسية والسياسية للحكومة السورية
خلال عام واحد فقط، تمكنت الحكومة السورية من تحقيق قفزات نوعية على الصعيدين الداخلي والدولي. فقد أعادت فتح السفارات العربية والأجنبية في دمشق، وعززت العلاقات مع عواصم القرار في المنطقة والعالم، بما في ذلك الرياض، وأنقرة، دول الخليج، المغرب العربي، باريس، لندن، نيويورك، واشنطن، موسكو وبكين، ما أعاد سوريا إلى شبكة العلاقات الدولية بشكل كامل.
وأكد أسعد الزعبي أن الحكومة السورية استطاعت إعادة الحياة إلى المدن، حيث شهدت حلب ودمشق استقرارًا فور تحريرها، مع تأمين المواد التموينية الأساسية، بما في ذلك الخبز، دون طوابير أو قيود صارمة كما في الماضي. وأضاف أن تحرير دمشق تم بسلمية تامة دون إطلاق أي طلقة، مع الحفاظ على المؤسسات العسكرية والمدنية، ما يعكس نجاح الحكومة في الانتقال إلى مرحلة سوريا الجديدة بشكل منظم وآمن.
اقرأ أيضًا:
عام على سقوط الأسد… أبرز اعتداءات الاحتلال على سوريا
نتنياهو يكشف عن شرطه الأساسي للتفاوض مع سوريا
السعودية تُدين هجوم إسرائيل على بيت جن في سوريا













