في ظل سريان اتفاق السلام الهش في قطاع غزة وتحرك فرق الإغاثة لمواجهة مهمة إزالة الدمار الهائل، كشفت تقديرات عبر النمذجة ثلاثية الأبعاد بالأقمار الصناعية أن هناك أكثر من 50 مليون طن من الأنقاض تنتشر اليوم في أنحاء القطاع -ما يفوق ضعف حجم الأنقاض المسجلة عقب زلزال هايتي الكارثي عام 2010.
تشير بيانات الأمم المتحدة الصادرة في أكتوبر 2025 إلى أن كمية الركام في غزة بلغت حوالي 55 مليون طن، وفق تحليل أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وفريق الأقمار الصناعية في الأمم المتحدة (UNOSAT).
تم التوصل إلى هذا الرقم الهائل عبر نمذجة حجم الأنقاض واحتساب الكثافة المادية، وهو ما يمثل أدق خريطة أضرار أعدتها الأمم المتحدة بشكل مباشر في أي منطقة صراع.
فيما يتعلق بالأزمة الإنسانية، تؤكد تقارير كل من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) أن حوالي 1.9 مليون شخص -أي ما يقارب 90% من سكان قطاع غزة- تم تهجيرهم من منازلهم.
ويعيش العديد منهم حالياً بين أنقاض بيوتهم أو في ملاجئ مؤقتة، فيما شرعت جهات الإنقاذ في عمليات التنظيف وإعادة البناء وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة في ظل ترتيبات السلام الجديدة.
للمقارنة الدولية، أفرز الزلزال المدمر في هايتي عام 2010 نحو 22.7 مليون طن من الأنقاض وشرّد 1.5 مليون شخص من أصل عشرة ملايين -ما يعادل 15% من السكان آنذاك.
في حين تصل نسبة التهجير في غزة اليوم إلى قرابة 90% من إجمالي السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، مسببة واحدة من أكبر مآسي النزوح وأوسع عمليات إزالة ركام في عصر النزاعات الحديث.
الرسوم البيانية تعكس هذه الأرقام الصادمة من خلال مقارنة بصرية بين دمار هايتي وزلزالها الشهير، والوضع الراهن في قطاع غزة.
وتوضح الرسوم البيانية الفرق بين حجم الأنقاض وعدد المشردين ونسبة التهجير من السكان بين الحالتين، لتبرز بذلك أمام العالم التحديات اللوجستية والإنسانية غير المسبوقة التي تلوح في الأفق خلال رحلة إعادة إعمار غزة.













