تُظهر بيانات تقييم الموارد الحرجية العالمية لعام 2025 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن روسيا تمتلك أكبر مساحة غابات في العالم، تبلغ 833 مليون هكتار، أي نحو 20% من إجمالي الغابات العالمية.
روسيا تمتلك أكبر غابات في العالم
وتأتي البرازيل في المرتبة الثانية بـ 486 مليون هكتار، تليها كندا بـ 369 مليون هكتار، و تشكل الدول الثلاث الأولى أكثر من 40% من الغابات العالمية. كما تحتل الولايات المتحدة والصين المركزين الرابع والخامس بمساحات تبلغ 309 ملايين هكتار و227 مليون هكتار على التوالي. وبذلك، تمتلك خمس دول فقط نصف مساحة الغابات في العالم، مما يبرز التركّز الكبير للموارد الحرجية في عدد محدود من الدول.
وتُعد الغابات عاملاً حيوياً في تنظيم المناخ وامتصاص الكربون ودعم التنوع البيولوجي، إذ تشكّل موطناً لملايين الأنواع وتسهم في الحفاظ على التوازن البيئي العالمي. كما تُعد الغابات الاستوائية من أهم العوامل في الحفاظ على برودة الكوكب ومواجهة تغير المناخ.
وتعتبر غابات الأمازون المطيرة في البرازيل وحدها مخزن لنحو ربع إجمالي الكربون على الأرض، ما يجعل حمايتها أولوية بيئية عالمية. كما تُظهر دولٌ استوائية أخرى مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا وبيرو حضورًا قويًا ضمن أكبر عشر دول من حيث مساحة الغابات.
أهمية الغابات في استقرار المناخ
وتُشكّل غاباتها الكثيفة والرطبة رئةً طبيعية للأرض، إذ تُعيد تدوير المياه وتُسهم في تثبيت أنماط هطول الأمطار داخل حدودها وخارجها، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في استقرار المناخ العالمي.
وتُواجه هذه الدول تحديًا متزايدًا يتمثل في كونها مراكز رئيسية لعمليات قطع الأشجار والزراعة والتعدين، ما يجعلها في قلب صراعٍ مستمر بين متطلبات النمو الاقتصادي وجهود الحفاظ على البيئة.
ويُعزى احتلال الصين المرتبة الخامسة عالميًا إلى جهودها المكثفة في تشجير الأراضي على مدى عقود، من خلال مشاريع كبرى مثل “السور الأخضر العظيم”. أما في أوروبا، فتُعد السويد وفنلندا نموذجين للتوازن بين الاستدامة البيئية والصناعات الخشبية، إذ تُحافظ كل منهما على نحو 28 مليون هكتار من الغابات المُدارة بأساليب تضمن التجديد المستمر للموارد الطبيعية دون الإضرار بالنظام البيئي.
كما ساهمت تركيا وإسبانيا، رغم موقعهما في أسفل قائمة الدول الأكثر غابات، في زيادة غطائهما الحرجي بفضل برامج إعادة التشجير الواسعة التي نجحت في عكس تدهور الغابات خلال القرن العشرين.
وتُبرز هذه التجارب أهمية السياسات الفاعلة مثل حوافز التشجير والقيود الصارمة على قطع الأشجار، كنماذج يمكن للدول الأخرى تبنيها لحماية مواردها الطبيعية.
ورغم التقدم في مشاريع إعادة التحريج، يبقى الحفاظ على الغابات الأولية (تلك التي لم تمتد إليها يد الإنسان) أولوية أساسية في جهود مواجهة تغيّر المناخ.
اقرأ أيضًا :










