كشفت مصادر إسرائيلية عن مفاوضات متقدمة مع دمشق بشأن تسوية أمنية، برعاية أميركية لتسريع الخطى نحو اتفاق يعلن في الأمم المتحدة، بحلول 25 سبتمبر المقبل، وتقول المصادر إن واشنطن تضغط بقوة لإنجاز التفاهم قبل خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر المقبل في نيويورك، وهي المرة الأولى منذ سنوات التي يظهر فيها مسؤول سوري بهذا المستوى في المحفل الدولي. ويُنظر إلى هذا التوقيت باعتباره مدروسًا، إذ قد يشكل الإعلان عن الاتفاق عقب خطابه عنصرًا لتعزيز مكانته الداخلية والإقليمية. في المقابل، سيعتلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنبر في اليوم التالي، ما يفتح الباب أمام مقاربة متوازية في الرسائل السياسية.
كشفت التسريبات المتداولة والتي نقلتها صحيفة “جيروزاليم بوست” وبعض المواقع الإخبارية تكشف عن ملامح أولية للتفاهم بين سوريا والاحتلال ومن بينها: العودة إلى خطوط اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، وحظر نشر أسلحة استراتيجية في سوريا، مثل الصواريخ البعيدة المدى وأنظمة الدفاع الجوي المتطورة، وإنشاء ممر إنساني إلى محافظة السويداء مع نزع السلاح في محيطها، إلى جانب دعم اقتصادي وإعادة إعمار بتمويل خارجي لصالح دمشق.
كان الرئيس السوري أحمد الشرع أكد خلال لقائه وفدًا إعلاميًا عربيًا أن أي تسوية يجب أن تصون وحدة البلاد وتضع السلاح تحت سلطة الدولة، في إشارة إلى الأكراد والدروز والفصائل المحلية. كما عبّر عن رغبة في إعادة تنظيم العلاقة مع لبنان وفق صيغة “دولة مقابل دولة”، بعيدًا عن الصراعات الداخلية. ويركّز الاتفاق أيضصا على منع التدخلات الإقليمية من الجهات الخارجية وخصوصًا من إيران وتركيا، إذ يتضمن بندًا يمنع أنقرة من لعب دور في إعادة بناء الجيش السوري، ويهدف إلى كبح النفوذ الإيراني في الجنوب.
ورغم أن الحديث يدور عن اتفاق أمني محدود، إلا أن مراقبين يعتبرون أن نجاحه قد يفتح الباب أمام مسار تفاوضي أوسع قد يصل إلى معاهدة سلام مستقبلية. لكن الشرع نفسه شدد على أن الظروف الحالية لا تسمح بخطوة بهذا الحجم، وإن لم يستبعد الإقدام عليها إذا توافرت المصلحة الوطنية والإقليمية.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| لأول مرة في سوريا.. مصنع سعودي للإسمنت الأبيض
وفد سعودي في سوريا لتدشين عهد استثماري جديد
تصريحات حول الأسد تنهي ترخيص “طلال أبو غزالة” في سوريا