تتجه الأنظار إلى إكسبو الرياض 2030 بوصفه الاختبار الأبرز للسعودية في تقديم سرديتها الثقافية على المسرح العالمي، ليس فقط من خلال عرض الموروث والرموز التراثية، بل عبر صياغة تجربة متكاملة تعكس عمق الهوية وتخاطب الإدراك العالمي بطرق حديثة.
وفي مقاله بصحيفة “الرياض” وضع الدكتور بندر بن عبدالعزيز الغميز تصورًا لما سيحققه إكسبو الرياض 2030 إذا ما تم استغلاله لنقل السردية السعودية عالميًا، خصوصا أن السعودية تمتلك كنزًا حضاريًا لا يُقدر بثمن، ولكنه في نفس الوقت يحتاج إلى صياغته بطريقة تواكب آليات الإدراك العالمي من خلال توظيف الرموز السعودية كالبخور الذي يمكن تقديمه “لا بوصفه مجرد مسارٍ تجاري بل بنيةً تحتية حضارية صنعت الروابط بين الشعوب وأسسّت لتبادل معرفي وإنساني سابق لعصره”.
يؤكد الغميز في مقاله على أهمية التجربة التي يعيشها الزائر في المملكة والتي تتجاوز حدود الصور والذكريات التي عاشها خلال رحلته، إلى السردية التي عاشها دون أن يخبره أحدٌ بها. مؤكدًا أن تلك السردية بمثابة تجربة متكاملة تتشابك فيها المشاهد المتناغمة ونبرة الصوت وخيارات التصميم وشخصية إنسان المكان لتكون بمثابة خطاب غير منطوق، بما يعمل على توجيه الوعي.
وشدد على أن تلك السردية بهذا الشكل “لا يصنعها راوِ واحد، بل تتطلب تآلفًا بين استلهام المثقف الذي يدرك عمق التاريخ وسيميائية المكان، والمختص الاتصالي الذي يجيد هندسة المعنى وتوجيه الانتباه” بما يجعلها سردية متماسكة قادرة على بناء انطباع وتشكيل إدراك وإعادة توزيع الوعي. ويؤكد الغميز أن “إكسبو الرياض 2030 ليس مناسبة لعرض إنجازاتنا فقط، بل فرصة لإعادة تشكيل السعودية في الوعي العالمي، هنا في الرياض يمكن أن نبني سردية تتجاوز الرموز التقليدية كالقهوة السعودية والسدو والتمر والإبل -رغم أهميتها- إلى السياق العالمي الأعمق إلى الوجدان”.
ويختتم مقاله قائلًا: “ليس السؤال: ماذا سنعرض؟ بل كيف سنسرد؟ ومن سيكتب السردية؟ إنها لحظة وطنية تتطلب أصواتًا تفهم العمق وتتقن الرواية، وتجمع بين التوظيف الاتصالي، والبُعد الثقافي، والقدرة على قول الذات بلغة يفهمها العالم، وإذا كانت السرديات اليوم تُبنى من تجارب صغيرة متراكمة، فإن بناءها في إكسبو الرياض 2030 يحتاج إلى فريق يجيد تطريز القصة دون أن ينهيها”.
اقرأ أيضًا:
الطريق إلى “إكسبو الرياض”.. ميزانية المملكة لاستضافة نسخة 2030
ماذا نعرف عن شركة إكسبو 2030 الرياض التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة؟
أكبر عرض لطائرات الدرون.. هكذا استقبلت الرياض خبر استضافة إكسبو 2030