كشفت أحدث البيانات الصادرة عن المنظمة الدولية لمصنعي المركبات (OICA) عن تحولات عميقة في خريطة الإنتاج العالمي للسيارات، حيث من المتوقع أن يتجاوز إجمالي إنتاج العالم 92 مليون مركبة في عام 2024. وتُظهر الأرقام هيمنة صينية غير مسبوقة، وصعودًا قويًا لمراكز تصنيع جديدة في دول الجنوب العالمي، بالإضافة إلى انتعاش لافت في قطاع السيارات الروسي.
رسخت الصين مكانتها كقوة مهيمنة مطلقة في صناعة المركبات، حيث أنتجت أكثر من 31 مليون مركبة، وهو رقم يتجاوز إنتاج الولايات المتحدة واليابان مجتمعتين. ويستند هذا النمو الهائل إلى الطلب المحلي القوي، والتبني السريع للمركبات الكهربائية، وشبكة تصدير متنامية. ويكشف التحليل التفصيلي أن الإنتاج الصيني يركز بشكل كبير على سيارات الركاب (27.5 مليون سيارة) مقارنة بالمركبات التجارية (3.8 مليون).
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة واليابان لا تزالان تحتلان المركزين الثاني والثالث في قائمة أكبر الدول المصنعة للسيارات، إلا أن كلتا الدولتين شهدتا انخفاضًا في الإنتاج مقارنة بعام 2023. وعلى عكس الصين، يركز الإنتاج الأمريكي بشكل كبير على المركبات التجارية (9.1 مليون مركبة)، مع إنتاج 1.4 مليون سيارة ركاب فقط.
تعمل الأسواق الناشئة، مثل الهند والمكسيك والبرازيل، على ترسيخ مكانتها كمراكز رئيسية في صناعة السيارات العالمية. ويعود هذا النمو إلى عوامل متعددة، منها ارتفاع مستويات الدخل، والاتفاقيات التجارية الإقليمية، ونقل سلاسل التوريد من المناطق ذات التكلفة الأعلى. وتُعد المكسيك مثالًا بارزًا على هذا التحول، حيث أصبحت قاعدة إنتاج رئيسية لعلامات تجارية عالمية مثل “BMW”، التي تنتج في مصنعها هناك طرازات الفئة الثالثة والثانية كوبيه وM2. كما تخطط شركة “تسلا” لبناء مصنع عملاق جديد في المكسيك.
وسجلت روسيا أعلى معدل نمو سنوي في إنتاج المركبات في عام 2024، بنسبة بلغت 35%. وجاء هذا الانتعاش بعد رحيل شركات صناعة السيارات الغربية، مما خلق فجوة في السوق سارعت العلامات التجارية المحلية، مثل “LADA”، والصينية لملئها. ووفقًا لبيانات عام 2023، أصبحت “LADA” العلامة التجارية الأكثر شعبية في روسيا بحصة سوقية تبلغ 30.7%، تليها العلامات التجارية الصينية مثل “Chery” (11.2%)، و”Haval” (10.6%)، و”Geely” (8.8%)”.