في السنوات الأخيرة، أصبحت الرقائق الإلكترونية المحرك الأساسي للابتكار في مختلف القطاعات التقنية، من الذكاء الاصطناعي إلى الهواتف الذكية، لكن اللافت في هذا التوجه هو أن العديد من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم لم تعد تصنع هذه الرقائق بنفسها، بل تركز على تصميمها فقط، تاركةً عملية التصنيع لمصانع خارجية متخصصة.
تُعد شركة إنفيديا من أبرز مصممي الرقائق الإلكترونية في العالم، ومنذ عام 2023، حققت قفزات مذهلة في الإيرادات بفضل وحدة معالجة الرسومات H100 التي أصبحت حجر الأساس في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقد ساهمت هذه الطفرة في جعل إنفيديا في صدارة شركات تصميم الرقائق الإلكترونية عالميًا، دون الحاجة إلى امتلاك مصانعها الخاصة.
تُعتبر كوالكوم أيضًا من الشركات الرائدة في تصميم الرقائق الإلكترونية، خاصة تلك المستخدمة في الهواتف الذكية، وتعتمد مليارات الأجهزة المحمولة حول العالم على معالجات سنابدراجون من إنتاجها.
كما توسعت الشركة إلى مجالات أخرى مثل السيارات والذكاء الاصطناعي، وتنتج شرائحها بالتعاون مع مصانع مثل TSMC وSamsung، ما يمنحها مرونة كبيرة مع الحفاظ على التركيز في التطوير والابتكار.
انضمت شركة Broadcom مؤخرًا إلى نادي التريليون دولار بعد صفقة استراتيجية مع Apple لتطوير الرقائق الإلكترونية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
تركّز برودكوم على تطوير الرقائق المستخدمة في الشبكات اللاسلكية والحوسبة السحابية، مما يجعلها لاعبًا أساسيًا في البنية التحتية الرقمية الحديثة.
النجاح الذي حققته هذه الشركات يعكس فعالية نموذج الأعمال القائم على تصميم الرقائق الإلكترونية دون امتلاك أو تشغيل المصانع، فهو يجنّب الشركات التكاليف الضخمة المرتبطة بتأسيس البنية التصنيعية، ويمنحها تركيزًا أكبر على التطوير، والابتكار، والتوسع في الأسواق الجديدة.
وفي عصر تزايد فيه الطلب على الحوسبة والذكاء الاصطناعي، أصبحت الرقائق الإلكترونية محورًا للتقدم التكنولوجي، ومع استمرار الشركات الكبرى في الابتكار دون التورط في التعقيدات التصنيعية، يبدو أن هذا النموذج سيظل مسيطرًا على مشهد التقنية العالمي لعقود قادمة.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
تساعد الأطفال على النوم.. ميزة جديدة من تيك توك
«iPhone 17 Pro Max».. هاتف يعيد تعريف التصميم والأداء في 2025