يواجه كثير من الآباء صعوبة في فتح حوار فعّال مع أبنائهم حول تفاصيل يومهم الدراسي. فعادة ما يُجاب عن السؤال التقليدي “كيف كانت المدرسة اليوم؟” بكلمة واحدة، ما يترك الوالدين في حيرة من أمرهم حول ما يدور في عالم الطفل داخل المدرسة.
ويشير خبراء علم النفس التربوي إلى أن المشكلة لا تكمن في رغبة الطفل في الانغلاق، بل في طبيعة السؤال نفسه الذي لا يفتح المجال للحوار. ويؤكد المعالج النفسي ومؤلف كتاب «13 أمرًا لا يفعلها الآباء الأقوياء عقليًا» أن الأسئلة الذكية والمفتوحة تسهم في بناء مهارات التفكير، والوعي العاطفي، والتعاطف، إلى جانب تعزيز الثقة بالنفس.
ويشرح المختصون أن الحوار المدروس مع الأطفال لا يقتصر على معرفة تفاصيل اليوم الدراسي، بل يعد وسيلة فعالة لتنمية مهارات عقلية واجتماعية ضرورية لتوازنهم النفسي.
وفيما يلي أبرز الأسئلة التي يُوصى بتوجيهها للاطفال عند عودتهم من المدرسة:
ما أفضل لحظة في يومك؟
يساعد هذا السؤال الطفل على استدعاء المواقف الإيجابية والتفكير فيها، وهو تمرين فعّال لبناء روح التفاؤل والامتنان، خاصة لدى الأطفال الذين يواجهون صعوبات في المدرسة أو يركزون على الجوانب السلبية. ويمكن للوالدين مشاركة تجاربهم الشخصية لتشجيع الطفل على الانفتاح.
ما الخطأ الذي تعلمت منه اليوم؟
يهدف إلى تعليم الطفل أن الأخطاء جزء من عملية التعلم، وأن التجارب غير المثالية تمنحه فرصًا للتطور. من خلال هذا السؤال، يتعلم الطفل التفكير النقدي وتحمل المسؤولية دون خوف من الفشل أو الشعور بالخجل.
من الشخص الذي أعجبك تصرفه اليوم؟
يوجه هذا السؤال الطفل إلى ملاحظة سلوك الآخرين الإيجابي، مما يعزز لديه قيم التعاطف والتقدير. كما يمنح الوالدين فرصة لمعرفة البيئة الاجتماعية للطفل ومدى تأثره بالآخرين.
ما الشيء الذي كان سيجعل يومك أفضل؟
يساعد السؤال الأطفال على التعبير عن مشاعر الإحباط أو الرغبات غير المحققة بطريقة صحية. ويفتح هذا النوع من الأسئلة الباب أمام التفكير في حلول عملية، ويدعم تنمية مهارات التكيف مع المواقف اليومية.
من ساعدت اليوم؟
يركز على الجانب الاجتماعي والسلوكي للطفل، إذ يدفعه إلى البحث عن فرص لتقديم المساعدة للآخرين. ويوصي المختصون بطرح هذا السؤال بانتظام، لأن تكراره يجعل من اللطف عادة يومية وسلوكًا فطريًا.
ما أكثر شيء مثير تعلمته اليوم؟
يركز هذا السؤال على عملية التعلم نفسها وليس على الدرجات أو النتائج. عندما يشعر الطفل بأن والديه مهتمان بما تعلمه، فإنه يطور حبًّا للاستكشاف والتعلم مدى الحياة.
ما النشاط أو الشيء الجديد الذي ترغب في تجربته؟
يساعد الطفل على الخروج من منطقة الراحة وبناء الثقة في قدراته. ولا يهدف السؤال إلى الضغط على الطفل للنجاح في كل تجربة، بل إلى تشجيعه على خوض تجارب جديدة دون خوف من الفشل.
ويخلص الخبراء إلى أن التواصل الفعّال مع الأطفال يبدأ من طريقة السؤال، فكل حوار مدروس يمثل خطوة نحو تنمية عقلية متزنة وشخصية أكثر توازنًا واستقلالًا. كما أن الاهتمام الصادق بتجارب الطفل اليومية يخلق روابط أسرية أقوى ويُشعره بالأمان والدعم.
اقرأ أيضًا:
تطبيقات تتبع الأطفال.. حماية من المخاطر أم اختراق للخصوصية؟
2024.. عام كارثي على الأطفال في مناطق الصراع
الواقع الافتراضي يمنح الأطفال في المناطق النائية فرصة ولادة أفضل














