يدخل السباق المحموم في سوق أدوية إنقاص الوزن الرائجة، والذي يقدر المحللون قيمته بنحو 100 مليار دولار بحلول نهاية العقد، مرحلة جديدة من النمو السريع.
وتظل شركتا “إيلاي ليلي” و”نوفو نورديسك” اللاعبين المهيمنين في السوق، مع استمرار الطلب الهائل على حقنهما الأسبوعية، لكن عوامل حاسمة مثل التغطية التأمينية، والتسعير، والأدوية المقلدة، وظهور الحبوب الفموية، هي التي ستحدد في النهاية مدى انتشار هذه العلاجات الثورية.
كيف يسير سباق أدوية إنقاص الوزن الآن؟
نجحت “إيلاي ليلي” في التفوق على منافستها الدنماركية، مؤكدةً خلال إعلان أرباحها للربع الثالث أنها اكتسبت حصة سوقية للربع الخامس على التوالي.
وتستحوذ أدوية “ليلي” (مثل مونجارو وزيباوند) حاليًا على ما يقرب من 6 من كل 10 وصفات طبية في فئة الحقن الخاصة بالسمنة والسكري.
ويعزو المحللون هذا التفوق، مثل مايكل نيديلكوفيتش من “تي دي كوين”، إلى أن حقن “ليلي” تتفوق بوضوح على أدوية “نوفو” (مثل أوزمبيك وويغوفي) من حيث الفعالية الأقوى والأمان الأفضل، بناءً على بيانات التجارب السريرية المباشرة والواقعية.
وفي المقابل، تواجه “نوفو نورديسك”، التي كانت رائدة السوق، تراجعات كبيرة، خاصة في الولايات المتحدة، بسبب مشكلات سابقة في سلسلة الإمداد وظهور بدائل مقلدة أرخص ثمنًا.
وشهد سهم الشركة انخفاضًا بنسبة 40% هذا العام، مما أجبرها على خفض توقعات أرباحها ومبيعاتها مرتين.
وفي محاولة لاستعادة توازنها، أطاح مجلس الإدارة بالرئيس التنفيذي السابق في يوليو، وعينت مايك دوستدار، الذي أعلن عن خطة لإلغاء 9,000 وظيفة عالميًا، في خطوة تعكس حجم التحديات التي تواجه عملاق أدوية إنقاص الوزن.
مستقبل حبوب أدوية إنقاص الوزن
وعلى الرغم من احتدام المنافسة، لا يزال ملايين المرضى يكافحون للوصول إلى أدوية إنقاص الوزن بسبب تكلفتها الباهظة، التي تصل إلى 1000 دولار شهريًا قبل الخصومات.
ولا تغطي العديد من خطط التأمين في الولايات المتحدة، بما في ذلك برنامج “ميديكير” الحكومي، هذه العلاجات لغرض السمنة، بل تقتصر على مرض السكري.
ورغم أن بعض أصحاب العمل بدأوا في تقديم التغطية بعد ثبوت فوائد صحية إضافية مثل علاج انقطاع التنفس أثناء النوم وأمراض الكلى، إلا أن قضية التكلفة تظل العائق الأكبر أمام انتشار أدوية إنقاص الوزن.
كما تمثل الأدوية المقلدة الأرخص ثمنًا تحديًا كبيرًا، خاصة لشركة “نوفو نورديسك”، ورغم انتهاء النقص الرسمي في الإمدادات (مما يمنع قانونًا الصيدليات من إنتاج نسخ مقلدة)، تواصل العديد من الصيدليات ومراكز التجميل الطبية بيع هذه البدائل، مما دفع الشركتين لرفع دعاوى قضائية متعددة.
وتتجه كل الأنظار الآن نحو الجيل القادم، وهو الحبوب الفموية، ورغم أن “نوفو نورديسك” قد تحصل على الموافقة قريبًا على حبة يومية، يرى المحللون أن حبة “إيلاي ليلي” (أورفورجليبرون) قد تمتلك الأفضلية.
ولكونها دواء “جزيء صغير”، يُعتقد أنها ستكون أسهل في التصنيع بكميات ضخمة وأسهل في الامتصاص دون قيود غذائية، مقارنةً بحبة “نوفو”.
ويتوقع محللو “جولدمان ساكس” أن تستحوذ هذه الحبوب الفموية على 24% من سوق أدوية إنقاص الوزن بحلول 2030.
وأخيرًا، يسعى عمالقة آخرون مثل “أمجن” و”ميرك”، إلى جانب شركات قنية حيوية صينية، لدخول هذا السباق، ويتركز الابتكار القادم في أدوية إنقاص الوزن على آليات جديدة (مثل نظائر الأميلين)، أو علاجات تحافظ على كتلة العضلات، أو حقن بجرعات أقل تكرارًا (شهرية مثلاً).














