أثار الإعلان الرسمي عن إصابة لاعب منتخب مصر لكرة القدم والنادي الأهلي إمام عاشور بعدوى فيروس A الكبدي، منتصف هذا الأسبوع، تساؤلات واسعة حول طبيعة هذا المرض وأعراضه وكيفية انتقاله.
ويُعرَّف الفيروس بأنه عدوى شديدة الانتشار تهاجم الكبد مسببةً التهابًا يؤثر على وظائفه الحيوية، ورغم أنه في معظم الحالات لا يسبب ضررًا دائمًا للكبد ويتعافى منه المصابون تمامًا، إلا أن فهم طبيعته يعد أمرًا ضروريًا للوقاية منه.
وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث، أو من خلال الاتصال المباشر بشخص مصاب لا يتبع معايير النظافة الشخصية السليمة، ويؤكد الخبراء أن النظافة الجيدة، وعلى رأسها غسل اليدين بشكل متكرر، تمثل خط الدفاع الأول لمنع انتشار العدوى، إلى جانب اللقاح الذي يوفر حماية فعالة ضد فيروس A الكبدي.
تظهر أعراض فيروس A الكبدي عادةً بعد أسابيع قليلة من الإصابة بالعدوى، ولكنها قد لا تظهر على جميع المصابين، خاصة الأطفال دون سن السادسة، وتشمل أبرز الأعراض شعورًا مفاجئًا بالتعب والضعف، والغثيان والقيء، مصحوبًا بألم في البطن، خاصة في الجانب الأيمن العلوي أسفل الضلوع حيث يوجد الكبد.
وإلى جانب ذلك، قد يعاني المريض من فقدان الشهية، وحمى منخفضة، وآلام في المفاصل، مع تغيرات ملحوظة مثل تحول لون البول إلى الداكن ولون البراز إلى الرمادي أو الطيني.
وتُعد العلامة الأكثر تمييزًا للمرض هي اليرقان، وهو اصفرار الجلد وبياض العينين، والذي قد يكون مصحوبًا بحكة شديدة في الجلد.
وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون خفيفة وتختفي في غضون أسابيع قليلة، إلا أنها في بعض الحالات قد تتطور إلى مرض شديد يستمر لأشهر، مما يستدعي متابعة طبية دقيقة.
ينتقل فيروس A الكبدي بشكل رئيسي عندما يبتلع شخص سليم الفيروس من خلال جزيئات صغيرة وغير مرئية من براز شخص مصاب، وهو ما يُعرف بـ”الطريق الفموي-البرازي”.
ويحدث هذا غالبًا عند إعداد الطعام من قبل شخص مصاب لم يغسل يديه جيدًا بعد استخدام المرحاض، كما يمكن أن ينتقل عبر الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص مصاب، أو تناول المأكولات البحرية النيئة التي تم حصادها من مياه ملوثة بمياه الصرف الصحي.
وتتمثل أبرز طرق الوقاية في الحصول على لقاح فيروس A الكبدي، الذي يوصى به للأطفال بعد عمر السنة وللمسافرين إلى مناطق ينتشر فيها الفيروس، كما أن ممارسة النظافة الشخصية الجيدة، مثل غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل بعد استخدام المرحاض وقبل إعداد الطعام، تعد إجراءً حيويًا.
وفي حال التعرض المحتمل للفيروس، فإن الحصول على اللقاح أو حقنة من الغلوبولين المناعي في غضون أسبوعين قد يمنع الإصابة بالعدوى.
يؤكد الأطباء أنه لا يوجد علاج محدد لعدوى فيروس A الكبدي، حيث يركز التعامل مع المرض على إدارة الأعراض ومنح الكبد فرصة للتعافي.
ويُنصح المرضى عادةً بالراحة وتجنب الأنشطة المجهدة، والحفاظ على رطوبة الجسم عبر شرب كميات كافية من السوائل، وتجنب المواد التي ترهق الكبد مثل الكحول وبعض الأدوية.
ويستغرق التعافي الكامل من المرض عادةً بضعة أسابيع، ولكن في بعض الحالات قد تمتد الأعراض لعدة أشهر. والخبر السار هو أن الإصابة بهذا الفيروس تمنح الشخص مناعة مدى الحياة ضده، وهو لا يسبب مرضًا مزمنًا في الكبد على عكس أنواع التهاب الكبد الأخرى