طور علماء صينيون حقنة تغير لون الشعر الأبيض وتعيده إلى الأسود تستهدف إعادة تحفيز إنتاج الصبغة الطبيعية للشعر.
يعتمد العلاج على حقن مركب أدينوزيل كوبالامين، وهو نوع متطور من فيتامين ب12 يُعتقد أنه يحفز تخليق الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الشعر الطبيعي.
يتم إجراء العلاج بمعدل جلسة أسبوعية لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر.
شهدت التقنية انتشاراً واسعاً بعد أن شاركت الممثلة الصينية غوو تونغ تجربتها على منصة “دوين” (النسخة الصينية من تيك توك)، حيث وثقت رحلتها مع هذا العلاج في مستشفى شنغهاي ويويانغ.
صرحت غوو تونغ: “شعرت بألم طفيف بعد الجلسة الأولى. النتائج بالتأكيد ليست فورية، فالشعر الأبيض لم يظهر في يوم أو يومين، والطبيب قال إن دورة العلاج تستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر”.
رغم الضجة الإعلامية، يحذر المختصون من عدم توفر دليل علمي قاطع على فعالية العلاج.
الدكتور كونغ يولونغ، نائب رئيس قسم الأمراض الجلدية في مستشفى نانجينغ جيانغبي، أوضح أن الأدينوزيل كوبالامين له تأثيرات إيجابية على تغذية الأعصاب وتحسين الدورة الدموية، لكنه شدد: “لا توجد حالياً بحوث إضافية حول استخدامه في علاج الشعر الأبيض”.
وأضاف: “إذا كنت تعاني من نقص في فيتامين ب12، قد يكون له بعض التأثير على الشعر الأبيض، لكن إذا لم تكن تعاني من النقص، فهو تقريباً عديم الفائدة”.
كشفت دراسات حديثة من جامعة نيويورك عن آلية جديدة لفهم سبب ظهور الشعر الأبيض، حيث أشارت إلى أن الخلايا المنتجة للصبغة تصبح “محاصرة” وتفقد قدرتها على النضج، مما يعطل عملية إنتاج الميلانين.
قال الدكتور تشي سن من جامعة نيويورك: “دراستنا تضيف لفهمنا الأساسي لكيفية عمل الخلايا الجذعية للميلانوسايت في تلوين الشعر، والآليات المكتشفة تطرح إمكانية أن نفس التموضع الثابت لهذه الخلايا قد يوجد لدى البشر”.
تأتي هذه التطورات في ظل نمو سوق عالمي هائل، حيث تشير التوقعات إلى وصول سوق صبغات الشعر العالمي إلى 33.7 مليار دولار بحلول 2030. تؤكد الدكتورة ليلا أسفور من الجمعية البريطانية لأطباء الجلد: “من الواضح أن هناك طلباً كبيراً على هذا النوع من العلاجات”.
تشهد الساحة العلمية تطوير علاجات متعددة أخرى، منها:
كشفت أبحاث حديثة أن الإجهاد النفسي يمكن أن يؤثر على شيب الشعر، وأن إزالة الإجهاد قد تعكس عملية الشيب مؤقتاً. أظهرت التحاليل الجزيئية للشعر الأبيض تنشيط بروتينات مرتبطة بأيض الطاقة والدفاعات المضادة للأكسدة أثناء عملية العكس.
رغم الحماس حول هذه التطورات، يؤكد خبراء على ضرورة الحذر وعدم التسرع في تبني علاجات غير مثبتة علمياً. فالآثار الجانبية المحتملة للحقن الصينية لا تزال غير معروفة، والدراسات السريرية المنضبطة مطلوبة لإثبات السلامة والفعالية.